166: قلبي دليلي

إنتَ في رحلة لشرح نفسك طول الوقت، إنتَ يا اللي قلبك كان دليلك لكل البشر، بقيت حاسس إن الدليل محتاج دليل على الدليل لأجل توصل للناس ويفهموك وتفهمهم. في حلقة مفقودة في النصّ ما بينك وبينهم زي ما تكون مفوّت الحلقة عشرين من مسلسلك، ومحدش يفكّر ليه الحلقة العشرين تحديداً لإنّ مفيش أي سبب غير إنّها غالباً بتكون بداية ظهور الحقايق وانكشاف الستاير والبلاوي.

ومش عارفة هل من النضج إنك تسلّم أمرك بهدوء، وبدون خوض نقاشات حادة وكتيرة ومتكررة، ولا هلّ من اليأس وانعدام الرغبة في الحياة؟ مش عارفة. لكنّي حابّة أعتبرها نُضج مُطعّم بسِنّة يأس صغيرة، على تنتوفة انعدام حياة. كل حاجة بقيت بعملها، وممكن أقول بقينا بنعملها هي نتاج مجموعة أجوبة، مش أبيض وإسود ومش يا يأس يا نضج. كل حاجة بقى فيها احتمالات، وزوايا مكسوفة تبان فبتاخد جمب كده لكنّك بتلجألها كتير، كل حاجة بقت تحتمل أكتر من شكل وأكتر من لون وأكتر من عنوان.

زمان، كنت بقرأ طول الوقت حكَم لابسة بدل ومحطوطلها غاية ودافع، مكتوبة بكل ثقة وإتقان كإنّك بتحطّ شوية أسمنت في قالب عشان يطلع طوبة مثالية الصنع. وكنت بقتنع بالتكوين ده، هو ده الكلام اللي لازم يتقال، هي دي الكيفية وهو ده الوقت المثالي، فلنضرب الحديد وهو ساخن، بالضبط كده، لو حصل انفجار إحنا أقوى منّه، هنتفاداه، وهم آه، دايماً مقتنعة بالقوة الخارقة للبني آدم، مع إنّه في نهاية الأمر هشّ جداً كهشاشة الفريسكا! وهم، وكعادة الوهم لازم يرتطم بالواقع فيتلاشى في لحظة، بدون حتّى ما نلاحظ إنّه تلاشى، أو بدون حتى ما نلوم على الواقع اللي ارتطم بيه مفاجئةً ده.

دلوقتي يمكن لو قريت حاجة متقولبة وأمورها كلها منطقية جداً أتساءل بكل بساطة: " إيه الهبل ده؟ إيه الهزار الماسخ ده؟!"، جابوا الثقة دي منين؟!
وشايفة إن دلوقتي أحسن من زمان، أكثر واقعية وقرب من الأرض، بس الحقيقة إنّ كل ما الإنسان يقرّب من كوّة الأرض وبطنها وباطنها، كل ما احتياجاته لشرح نفسه بتزيد وتزيد للحدّ اللي الزيادة هتتحول فيه نقصان، ويبطلّ يشرح نفسه، وبعدها يبطل يشرح في العموم وبعدها يعتمد الصمت ويكون هو اللغة الرسمية والأولى للكلام.

-

166/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا