167: وهذا كل ما في الأمر
أعتقد أنني اليوم غير قادرة تماماً على الكتابة، لا لاستغراقي في النوم ولا لانعدام الفكرة، لكنّه شعور بالفتور، رغبة في عدم الضغط على الحروف ولا تكوين جمل ولا حتى صناعة فكرة. إلا أنّ التحدي سُميّ تحديّاً لإنّه عادةً ما يزدهر بشكله الحقيقي في الأيام الشبيهة باليوم. هذه الأيام التي تستعصى فيها الجملة على أن تكتب نفسها بنفسها، وأحياناً أفكّر؛ ما الذي صنعته يداي؟! لم أفكّر كثيراً في الأيام الثقال ولا الأيام العجاف ولا الأيام التي يخفت فيها وهج الشغف، اتبعتُ حدسي الذي ساقني نحو الكتابة، ورغبتُ لأنْ يكون لنفسي مخزونٌ يوميّ، ونسٌ أعود إليه ليلاً لنتسامر ونتسلّى سويّاً، سنتشارك الدموع والإرهاق وحتى لحظات النشوة السريعة. لم أفكّر في أنّ ثلاثمئة وخمسة وستون يوماً رقمٌ هائلٌ وضخم كالمدى، تراه خطاً يفصل السما والأرض لكنّه مساحة شاسعة تترامى فيها أطراف الدنيا.
هذه أياميَ كما تبدو، ورغم أن المدونة ليست مجموعة مذكّرات، لكنّها تأتلفُ طبعي وحياتي فينفلت منها بعض مذكرّات شخصية، وهذا اليومُ كما يبدو واحدٌ منهم، لأنّني غير قادرة على الكتابة، وهذا كلّ ما في الأمر.
-
167/365
هذه أياميَ كما تبدو، ورغم أن المدونة ليست مجموعة مذكّرات، لكنّها تأتلفُ طبعي وحياتي فينفلت منها بعض مذكرّات شخصية، وهذا اليومُ كما يبدو واحدٌ منهم، لأنّني غير قادرة على الكتابة، وهذا كلّ ما في الأمر.
-
167/365
أعيشُ لحظةً عقيمة، الورقة مطروحة أمامي منذ آن لا تبرقُ في آفاقي بارقة، لا أظفر بشيء، بكلمة أفتتح بها خطابي إليك، فإن الأمر لدي كامن في كلمات مفاتيح، ما أن أستأنف واحدة وأصفها في مستهل الصفحة حتى تنزل علي شآبيب الكلام، لكن اللحظة عقيمة، لقد شبعتُ في السقف تحديقاً وفي الخواطر تقليباً، تنهدت كثيراً ولا يفتح الله عليّ بشيء، قلتُ إذن فلنكتب عن اللحظات الغبيات العواقر."
ردحذفرسالة عبد الحكيم قاسم إلى محمد صالح
كتابات نوبة الحراسة
" تنهدّت كثيراً ولا يفتح الله عليّ بشيء " فعلاً يا إيهاب. من كامل فؤادي أشكرك على هذا الإقتباس، الذي حتماً ما بحثت عنه لتشاركني به لحظاتي العقيمة تلك. فشكراً لك.
حذفقد حفظت هذا الإقتباس عندي في صورة، حتى أقرؤه كلما زارتني لحظاتٌ كتلك. حتماً لقد ساعدتني في كتابة تدوينة اليوم التالي بشكلٍ كامنٍ في اللاوعي.
كذلك، سأبحث عن الكتاب لقرائته. دُمتَ بخير