168: من الجرف العالي
أنا أعلم تمام العلم ما يحدث هنا، أعني بين روحين كروحيْنا، أعلم أننا غير مُقدرين لبعضنا، لكننا نؤجل اللحظة القاسية، نؤجلها بكامل قوتنا كأننا ندفع شاحنة باتجاه جرف عالٍ بكلتا يديْنا الهشّتين، سنُسقط الشاحنة في لحظة ما لكن بعد أن تُستنزف أرواحنا لآخر قطرة فيها.
لم أكن أملك زمام أموري جيّداً، في الوقت الذي طرقت فيه شبّاك الدار لأنّك تخاف الأبواب، لم أكن أملكها وكان كياني مهتزاً، ولا أتذكرُ تحديداً كيف انتهى بيَ الحال لكل هذا الإرتباك لأنّ الحياة قبلك لم تعد تأخذ حيّزاً من الذاكرة. أمّا الحياة بكَ فأخذتْ كل حيّز ممكن حتى مللتُ أن تزورني الذكريات، وانشغلتُ في أمور أحبها ولا أحبّها حتى أضيّق على الذكريات زيارتها. نعم، أنا أقصد ذلك تماماً.
ماما، لم تعد تحتمل وجومي، ترى ما ترى في عينيّ فتحاول، إلا أن وجومي بات ملمحاً من ملامح وجهي، تيهٌ بيّن كتبيّن النهار والليل. لا يهم أين أخرج، ولا مع من، ولا إلى أين، ولا كيف ومتى وبينما، المهم أنّ ملامح وجهي تظلّ طاتها، وجوم وتيه وفقط.
ماذا تظنّ بنا فاعلين يا قدري المستحيل؟ كيف سننجو بقلوبنا للضفة الثانية، وإن نجت قلوبنا ستنجو منفردة، كل قلبٍ في دار، كل قلبٍ على سرير، كل قلبٍ بنبض واحد وحيد يُسمع بسماعة الطبيب لا بنظرة العيون.
أريد للجرف العالي أن يعترض طريقنا بسرعة. دعنا نُسقط تلك الشاحنة لترتاح ضمائرنا المعذّبة، دعنا ننهي التأجيل والتسويف، ولنقطع الشكّ باليقين، فننتهي. بكل يأسٍ وعشق، أريدنا أن ننتهي.
-
168/365
لم أكن أملك زمام أموري جيّداً، في الوقت الذي طرقت فيه شبّاك الدار لأنّك تخاف الأبواب، لم أكن أملكها وكان كياني مهتزاً، ولا أتذكرُ تحديداً كيف انتهى بيَ الحال لكل هذا الإرتباك لأنّ الحياة قبلك لم تعد تأخذ حيّزاً من الذاكرة. أمّا الحياة بكَ فأخذتْ كل حيّز ممكن حتى مللتُ أن تزورني الذكريات، وانشغلتُ في أمور أحبها ولا أحبّها حتى أضيّق على الذكريات زيارتها. نعم، أنا أقصد ذلك تماماً.
ماما، لم تعد تحتمل وجومي، ترى ما ترى في عينيّ فتحاول، إلا أن وجومي بات ملمحاً من ملامح وجهي، تيهٌ بيّن كتبيّن النهار والليل. لا يهم أين أخرج، ولا مع من، ولا إلى أين، ولا كيف ومتى وبينما، المهم أنّ ملامح وجهي تظلّ طاتها، وجوم وتيه وفقط.
ماذا تظنّ بنا فاعلين يا قدري المستحيل؟ كيف سننجو بقلوبنا للضفة الثانية، وإن نجت قلوبنا ستنجو منفردة، كل قلبٍ في دار، كل قلبٍ على سرير، كل قلبٍ بنبض واحد وحيد يُسمع بسماعة الطبيب لا بنظرة العيون.
أريد للجرف العالي أن يعترض طريقنا بسرعة. دعنا نُسقط تلك الشاحنة لترتاح ضمائرنا المعذّبة، دعنا ننهي التأجيل والتسويف، ولنقطع الشكّ باليقين، فننتهي. بكل يأسٍ وعشق، أريدنا أن ننتهي.
-
168/365
تعليقات
إرسال تعليق