169: معقول إنساك معقول؟!
أحياناً يصيبني شوق عظيم لصوت فضل شاكر، تلهّفٌ حقيقيّ كظمآن يبحث عن رشفة ماء باردة في اللحظة التالية لـ " الله أكبر الله أكبر"، فأركض لأدفّئ دواخلي برقّة أحباله الصوتية التي واللهِ تدقّ على آلة نشوتي كأنّها أنامل عوّاد.
ولا يجلب صوت شاكر الحزن ولا يجلب الفرح، إلا أنّه صوتُ تحقق أمنية أو التقاء شفتان متلهّفتان، هو صوتٌ يشبه الحالة لا المسمّيات، وهذا ما يجعلني في كل مرّة ألجأُ فيها لصوت فضل أخرج هائمة حالمة على وجهي، لا أعرف بدقّة ما هو حالي، لكنّني في حال.
" معقول إنساك معقول؟ " يقولها كأنّه عصفور ناعمٌ له ريشٌ حريريّ يحطّ على رأس معدتي ليزيل عنها القلق والأرق واندفاع الأدرينالين، ورغم ما تطويه الجملة من تساؤل استنكاريّ ما يلبث إلا ويهدأ أرقه إلا أنني أجد نفسي أقول: " مش معقول ". أنا أعرف نفسي، أنساك؟ فعلاً أمرٌ غير معقول.
يُهيّئ لي لو أن وثائقياً قد يدمج مراحل حياة فضل العمرية التي تعدّ سلسلة مثية للإهتمام على أقلّ تقدير، سيُعرفنا الدوافع التي حركّته والمآخذ التي أبعدته والأحلام التي أرجعته. سيكون وثائقياً هائلاً.
ولم أكن أنتوي الكتابة عن فضل بعينه، ولا حتى التغنّي في بديع صوته، الذي شعرتُ بسببه وقتما اعتزل بحزنٍ غريبٍ في قلبي، لم يكن فضل فجّاً على كل الأحوال، بل كان ناعماً، فلمَ؟! وكيفَ فجأةً أمسكَ سلاحاً وتحوّل للصورة المغايرة تماماً لما أحببت عليه صوته؟! كيف للذي أحيا الحبّ في قلوبٍ كثيرات أن يرفع فم البندقية باتجاه قلوب كثيرات؟! كيف حدث كلّ هذا؟!
حدث، ككل شيء غريب حدث، حدث. لا بأس، أو للدقة، لا يهمّ. المهمّ ما سننعم به الآن مجدداً بصوته الملائكي، وأنّني على الأقلّ كلما اشتقتُ إليه وجدته يدندن من خلال سماعة هاتفي لا من خلال فوّهة بارود.
-
169/365
ولا يجلب صوت شاكر الحزن ولا يجلب الفرح، إلا أنّه صوتُ تحقق أمنية أو التقاء شفتان متلهّفتان، هو صوتٌ يشبه الحالة لا المسمّيات، وهذا ما يجعلني في كل مرّة ألجأُ فيها لصوت فضل أخرج هائمة حالمة على وجهي، لا أعرف بدقّة ما هو حالي، لكنّني في حال.
" معقول إنساك معقول؟ " يقولها كأنّه عصفور ناعمٌ له ريشٌ حريريّ يحطّ على رأس معدتي ليزيل عنها القلق والأرق واندفاع الأدرينالين، ورغم ما تطويه الجملة من تساؤل استنكاريّ ما يلبث إلا ويهدأ أرقه إلا أنني أجد نفسي أقول: " مش معقول ". أنا أعرف نفسي، أنساك؟ فعلاً أمرٌ غير معقول.
يُهيّئ لي لو أن وثائقياً قد يدمج مراحل حياة فضل العمرية التي تعدّ سلسلة مثية للإهتمام على أقلّ تقدير، سيُعرفنا الدوافع التي حركّته والمآخذ التي أبعدته والأحلام التي أرجعته. سيكون وثائقياً هائلاً.
ولم أكن أنتوي الكتابة عن فضل بعينه، ولا حتى التغنّي في بديع صوته، الذي شعرتُ بسببه وقتما اعتزل بحزنٍ غريبٍ في قلبي، لم يكن فضل فجّاً على كل الأحوال، بل كان ناعماً، فلمَ؟! وكيفَ فجأةً أمسكَ سلاحاً وتحوّل للصورة المغايرة تماماً لما أحببت عليه صوته؟! كيف للذي أحيا الحبّ في قلوبٍ كثيرات أن يرفع فم البندقية باتجاه قلوب كثيرات؟! كيف حدث كلّ هذا؟!
حدث، ككل شيء غريب حدث، حدث. لا بأس، أو للدقة، لا يهمّ. المهمّ ما سننعم به الآن مجدداً بصوته الملائكي، وأنّني على الأقلّ كلما اشتقتُ إليه وجدته يدندن من خلال سماعة هاتفي لا من خلال فوّهة بارود.
-
169/365
تعليقات
إرسال تعليق