175: جوّزتِ البنات..

غبت عن الديار ليلةً، فلمّا فتحت لي ماما الباب قالت: " وشّك منوّر ". ولا أدري هل لأنني شهدت زواج أمنية البارحة وفرحتُ أم بسبب غسول الوجه الجديد هذا الذي استعرته من إحدى الصديقات!ً كُتب عليه غسول يساعد البشرة على التفتيح. فهل بالفعل " لِحق"؟!

لا أُفضّل الأعراس كثيراً، أحبّ الهواء الطلق والبحر والأشخاص المقربون، أحبّ الموسيقى والرقص والطعام والضحك سويّاً، أحب الرقصة الأولى، والقبلة الأولى والحضن الأول، وأحب أكثر تسليم والد أو أخو العروس لعريسها المنتظر في آخر الممشى، لكنني لا أحبّ الأعراس لأسبابٍ كثيرة.

لو سنح لي القدر فرصةً لخوض هذه التجربة يوماً ما، أودّ لها أن تكون ناعمة كفنجانٍ صباحيّ من القهوة، شيء سلس ودافىء وهادىء، لأنني في الغالب لا أكون على راحتي في التجمّعات والأشخاص الكُثر. 

والآن، كما يقول زوج صديقتي :" جوّزتِ البنات يا أسما " أفكّر في الخطوة التالية كأنني بالفعل قد جوّزت البنات وارتحت من مسؤوليتهم الواقعة على عاتقي، لكنني فاجئتُ نفسي أسألها: ماذا بعد؟ أعتقد سيكونون أُمهات، يُجرجرون في أذيالهم أطفالاً لُطفاء أو أشقياء كالقرود. لكنّ هذا لم يكن جواباً، السؤال هو ماذا بعد في الحياة يا ترى؟ ماذا ستحمل لنا الحياة من لحظاتٍ ومفاجئات ومشاهد فرح تُطبع في الذاكرة بختم النسر؟ الإجابة ظلّت دائماً مجهولة، لكنّها حتماً رحلة حافلة ومحفوفة بكل الألوان والأنواع. فتوقّع منها كل ما يخطر على بال.

-

175/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا