176: الذهب والكارما..

كارما، كلمةٌ جميلةٌ بديلة لـ "يوم ليك ويوم عليك" أو وصفٌ يتسمّ بالباشويّة عن جملة " الدنيا سلف ودين". 
ماذا تنتظر من الصبر بعد أن ينتهي؟ أن يفكّ صرّته أمام ناظريك ليمتّعهما بالذهب الخالص؟ لأن ذلك تماماً هو نتاج الصبر، وهذا ما جنته الأيام على أصحابها.

اليوم، لن تبدو الحياة متسلطة ولا انتقائيةً على نحو مزرٍ لتخدعك أنتَ، بل تبدو جاهزة ومُتأهّبةً لنجدتك كلما علا صوت نحيبك. وكل ما يحدث حولك، جزء منك على العموم، القصص المتداخلة والحكاية والرواية هي أجزاء قصّتك وكنزك الخاصّ. كل الأسماء المتطايرة والشخصيات التي مرّت أو مكثت أو ما لبثت فطُردت كإبليس من الجنّة، هي أسماء شاركت في تركيب اسمك، وتشكيل حرفك، هذا إذا تذكّرت نصف أساميهم حتّى بعد أن يمرّ بك العمر مروراً طائشاً.

مشاهدة الأرض، وهي تدور في حركة دائرية حول نفسها يجعلك تشعر بالإطمئنان تجاه القدر، لأنّ الكون يعلم ضرورة العودة، لابدّ له من العودة لأنّ العدل حتميّ الحدوث ولأنّ منبع الولادة هو منبع انقباض روح! هذا الكون سيساعد الأرض في اندماجها مع المحيط وسيجعلها صديقةً له، وأحياناً سيجعلها عدوّة؛ ففي كل مرة ستدور دورتها وفي كل مرّة ستحمل معها خبايا ومفاجئات.

فليعلم من يقف الآن عند نقطة البداية، أنّها نقطة النهاية كذلك، وأن العالم ثائرٌ والثوار يستجيبون للصبر، فاصبر. وانتظر كارما العالم لتأتي لك بذهبك. وانتظر.

-

176/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا