177: ديل حصان أو كحكة بومبيه
عايزة أحكيلكم حكاية بسيطة جداً عن نفسي. زمان، كنت مهووسة بوظيفة المُضيفة، وده على الأغلب نابع من إن طفولتي اتقضّت في الطيارات بين الشنط وكراسي الطيارة اللي كانت أيامها أوسع من دلوقتي. كان منظر المضيفة المصرية بيبهرني - آه والله ده حقيقي- وكنت ببصلها بصّة كلها تطلّع وتأمل وتمنّي؛ أنا عايزة أبقى زيّ الناس دي لابسة چيبة سودا لتحت الركبة، وقميص أبيض وإيشارب ستان منقوش عليه الرسمة المميزة لمصر للطيران، أمّا الشعر فإمّا " ديل حصان" أو " كحكة بومبيه"، وعارفة لو إنتَ مش مصري هتواجه صعوبة في تخيل التسريحتين. لكن أرجوك حاول ولو التخيل منصفكش دوّر على جوجل.
بابا كان جايبلنا مكتب أزرق صغير نزاكر عليه لما كنّا في بدايات ابتدائي، عظمة المكتب الأزرق ده تتلخّص في العجل اللي كان شايله، فده ساعدني إني لما قررت أكون مضيفة لأول مرة في حياتي، أستخدمت مكتبي الأزرق كتروللي للأكل، وكنت أعدّي بيه بين السريرين على اعتبار إنهم صفّين الكراسي، وألبس جيبة وتيشرت أبيض وألفّ على رقبتي أي إيشارب وهكذا، وفجأة بتحوّل من طفلة بلطجية لمُضيفة من أنحاء الزمالك بتكلم من مخارج رقيقة فقط لا غير، وأي مخارج غليظة يا إمّا تترقّق يا إما متتنطقش.
لما كبرت شوية وهويت الموضوع لدرجة إني قررت: خلاص، أنا هشتغل مضيفة لما أكبر. وكبرت، وما اشتغلتش مضيفة ومش فاكرة من الأمر ده غير جملتين: هتتجوزي ويبقى ليكِ بيت إزاي؟ هتشتغلي خدّامة يعني؟
وأنا عمري ما حسيت إن الجواز المفروض يبقى عائق ولا تكون إنتَ عائق على الجواز. وفي نفس الوقت اكتشفت إنّ المضيفة خدّامة فعلاً، خدامة كل المسافرين على متن الطيّارة.
وبدأت فعلاً في لعبتي التقليد. اطلّع صواني بلاستيك عليها ألعاب تتناسب مع اللي بناخدهم في الحقيقة. وكنت شايفة نفسي مضيفة هايلة وأستحقَ فرصة. دلوقتي اكتشفت أنا ليه كنت بحب الوظيفة دي وكانت مسيطرة على عاطفتي فترة من الزمن؛ السفر. المغامرة والناس والفكرة المتجددة زي الطاقة، خدمة الناس والشعور الأناني المازوخي بإنَ الطيارة دي بتاعتك لوحدك، وإنتِ بقى ملكة نفسك.
مش عارفة بحكي الحدوتة دي ليه وممكن جداً مميكونش ليها مغزى أو إسقاط، لكن حسيت إني حابَة أحكيها فحكيت.
177/365
بابا كان جايبلنا مكتب أزرق صغير نزاكر عليه لما كنّا في بدايات ابتدائي، عظمة المكتب الأزرق ده تتلخّص في العجل اللي كان شايله، فده ساعدني إني لما قررت أكون مضيفة لأول مرة في حياتي، أستخدمت مكتبي الأزرق كتروللي للأكل، وكنت أعدّي بيه بين السريرين على اعتبار إنهم صفّين الكراسي، وألبس جيبة وتيشرت أبيض وألفّ على رقبتي أي إيشارب وهكذا، وفجأة بتحوّل من طفلة بلطجية لمُضيفة من أنحاء الزمالك بتكلم من مخارج رقيقة فقط لا غير، وأي مخارج غليظة يا إمّا تترقّق يا إما متتنطقش.
لما كبرت شوية وهويت الموضوع لدرجة إني قررت: خلاص، أنا هشتغل مضيفة لما أكبر. وكبرت، وما اشتغلتش مضيفة ومش فاكرة من الأمر ده غير جملتين: هتتجوزي ويبقى ليكِ بيت إزاي؟ هتشتغلي خدّامة يعني؟
وأنا عمري ما حسيت إن الجواز المفروض يبقى عائق ولا تكون إنتَ عائق على الجواز. وفي نفس الوقت اكتشفت إنّ المضيفة خدّامة فعلاً، خدامة كل المسافرين على متن الطيّارة.
وبدأت فعلاً في لعبتي التقليد. اطلّع صواني بلاستيك عليها ألعاب تتناسب مع اللي بناخدهم في الحقيقة. وكنت شايفة نفسي مضيفة هايلة وأستحقَ فرصة. دلوقتي اكتشفت أنا ليه كنت بحب الوظيفة دي وكانت مسيطرة على عاطفتي فترة من الزمن؛ السفر. المغامرة والناس والفكرة المتجددة زي الطاقة، خدمة الناس والشعور الأناني المازوخي بإنَ الطيارة دي بتاعتك لوحدك، وإنتِ بقى ملكة نفسك.
مش عارفة بحكي الحدوتة دي ليه وممكن جداً مميكونش ليها مغزى أو إسقاط، لكن حسيت إني حابَة أحكيها فحكيت.
177/365
تعليقات
إرسال تعليق