182: لماذا يعيش معنا؟!
من سمح للأذى أن يكون جزءاً من سُفرتنا، يأكل معنا ما نأكل ويشرب معنا ما نشرب، يتشارك معنا الحياة حتّى أنّه ينام على ذات المخدة كل ليلة كأنّه شريك حياةٍ، هذا إن سمح لنا بالنوم من شدّة الأرق!
من سمح للأذى أن يعيش معنا، وأن يستفحل جذوره في تكويننا حتى غدا جزءاً من ذواتنا، فلم نعد نفرّق بين ما يعلي غصوننا نحو السماء وبين ما يُهلك ثمارنا فتسقط وحيدة بالية قبل موسمها.
الإجابة ليست مثالية بل ستفوح منها روائح الواقع المتعجرف. لن تكون الظروف واضحة دائماً، ولن تتحوّل متاهاتك لأرضٍ مستقيمة لها إشارات مرور ولوحات إرشاديّة في غضون أيام، وستخاف أحياناً، بل كثيراً، وستتعلقُ كالمجنون، وسيجرّك أمرٌ ما من فؤادك كإنّه يجرّك من رقبتك، ستكون تائهاً وستكون وحيداً وستكون قابلاً للكسر أحياناً كثيرة. ستكون الحياة لعبة بهلوانية لا تعرف فيها رأساً من رجل.
وأعلم أننا نحاول، جميعنا نحاول ألا نترك الدفّة في يدّ قبطان قاسٍ يملك سطوة واسعة على القلب كالأذى. وأعلم كذلك أن محاولاتٍ كتلك ستملك مرارة طويلة الأثر، لا تختفي بالأيام الجميلة ولا السعادات الصغيرة، لكننا رغم كل هذا نحاول. لا بأس أن نتأخر قليلاً، لا بأس أن نجبن، وأن نخطو ولو خطوة طفولية مقابل تفكيرٍ مُسنٍ متهالك. المهم أننا في نهاية كل أذى أو خلاله، ندرك ماهيته، ندرك كيف سنتعامل معه وما يجب القيام به، فالإدراك نصف الطريق، فمن سيمشي النصف الآخر سواك؟! لا بأس، لك استراحةُ محارب.
نحنُ أولاد هذه الحياة المؤذية على كلّ الأحوال، ولوقتٍ ما ستعيش معك الحياة بوجهها ذاك دون أقنعة ولا مساحيق تجميل، فمن يملك شجاعةً كافية لمواجهتها؟! ففي المواجهة خسارة وفقدان ووحدة، قد تليها الراحة والطمأنينة والفهم العميق.
-
182/365
من سمح للأذى أن يعيش معنا، وأن يستفحل جذوره في تكويننا حتى غدا جزءاً من ذواتنا، فلم نعد نفرّق بين ما يعلي غصوننا نحو السماء وبين ما يُهلك ثمارنا فتسقط وحيدة بالية قبل موسمها.
الإجابة ليست مثالية بل ستفوح منها روائح الواقع المتعجرف. لن تكون الظروف واضحة دائماً، ولن تتحوّل متاهاتك لأرضٍ مستقيمة لها إشارات مرور ولوحات إرشاديّة في غضون أيام، وستخاف أحياناً، بل كثيراً، وستتعلقُ كالمجنون، وسيجرّك أمرٌ ما من فؤادك كإنّه يجرّك من رقبتك، ستكون تائهاً وستكون وحيداً وستكون قابلاً للكسر أحياناً كثيرة. ستكون الحياة لعبة بهلوانية لا تعرف فيها رأساً من رجل.
وأعلم أننا نحاول، جميعنا نحاول ألا نترك الدفّة في يدّ قبطان قاسٍ يملك سطوة واسعة على القلب كالأذى. وأعلم كذلك أن محاولاتٍ كتلك ستملك مرارة طويلة الأثر، لا تختفي بالأيام الجميلة ولا السعادات الصغيرة، لكننا رغم كل هذا نحاول. لا بأس أن نتأخر قليلاً، لا بأس أن نجبن، وأن نخطو ولو خطوة طفولية مقابل تفكيرٍ مُسنٍ متهالك. المهم أننا في نهاية كل أذى أو خلاله، ندرك ماهيته، ندرك كيف سنتعامل معه وما يجب القيام به، فالإدراك نصف الطريق، فمن سيمشي النصف الآخر سواك؟! لا بأس، لك استراحةُ محارب.
نحنُ أولاد هذه الحياة المؤذية على كلّ الأحوال، ولوقتٍ ما ستعيش معك الحياة بوجهها ذاك دون أقنعة ولا مساحيق تجميل، فمن يملك شجاعةً كافية لمواجهتها؟! ففي المواجهة خسارة وفقدان ووحدة، قد تليها الراحة والطمأنينة والفهم العميق.
182/365
تعليقات
إرسال تعليق