184: التجربة، دين
ممَ يخاف أهل الدّين ولمَ يخافون علينا ونحنُ - ولله الحمد- نملك مفاز أمورنا سواءَ أردنا بها هلاكاً أو أردنا بها نجاةً! يحاولون منعنا من الإنغماس في العالم الخارجي، ويهلعون من تعطّشنا للتجربة، ويسعون بكل حجَة وأيّما برهان أن يحبطوا حماسك للفُرجة على العالم خلف الباب الذي بطبيعة الحال سيتضمن الخطأ والخاطىء، وكذا الجيّد والمثاليّ وشديد الإنسانية، سيتضمّن أشكالاً كثيرة وأهوالاً غامضة، ستمرّ خلالها لا بجانبها.
إذا فكّرت الفتاة العربيَة في التعليم خارج حدود مدينتها، أثقلوا رأسها بجملة واحدة: " سيضيع دينك" والذي يختصرونه بطبيعة الحال في الحجاب ونوع الملابس التي ترتديها وتقبّلها للمُختلف حتى دونما الإقتراب منه. وإذا حدثت المعجزة ورضي من رضي عنها وذهبت لبلاد الغرب وعادت دون الحجاب، شجّبوا وعنّفوا: " ضاع الإسلام ". الإسلام كلّه في الحجاب!
لكن، لم يضِع بالطبع عندما لامس رجل ما امرأةً دون رضا منها أو منعها من إكمال دراستها أو حتّى خُيّل له أن بإمكانه أن يُشكّلها كصلصال على هواه. لم يصرخ أحد. لم يُشجّب أحد. بل خُلقت تبريراتٌ من رحم الوهن والإنبطاح. حتى وإن شجّب أحدهم فلا صوت له، وإن صرخ أحدهم فلا معين له، سيكون كمن " يدّن في مالطا".
والأمر ليس فيه تعميم، أرجوكم، الأمر كله أن لا أحد ينظر للحقوق، مثلما يفكّر جيّداً في طريقة لسلبها. هذه الفتاة عبْدةُ المجتمع لا الدين، الدين لا يُجبر أحد، المُجتمع يفعل، بكامل قوّته وجهله وسطوته الوهميّة. هذا المجتمع الذي يمنع فتاةً من استكشاف الإحتمالات فقط لأنه يخاف من النتائج بينما يترك رجلاً غاطساً في القباحة، غارقاً في نتاج أفعاله الغير سويّة والتي تترك وصمةً من نار وحديد على جسد المجتمع، دونما تخوّف مبالغ فيه ولا حكم مُسبق؛ لإنّ ثمّة تبرير دائم لأفعاله.
فممن تخافون وعلى من تخافون؟! الأوْلى أن تخافوا على الإنسانية التي في القلوب، الدين النقيّ واتصال الأفئدة بالربّ، على اندثار العلم والنجاح والسعادة مقابل أقفاص ذهبيّة من سكر. خافوا على ما يجب الخوف عليه بحقّ أرجوكم.
-
184/365
إذا فكّرت الفتاة العربيَة في التعليم خارج حدود مدينتها، أثقلوا رأسها بجملة واحدة: " سيضيع دينك" والذي يختصرونه بطبيعة الحال في الحجاب ونوع الملابس التي ترتديها وتقبّلها للمُختلف حتى دونما الإقتراب منه. وإذا حدثت المعجزة ورضي من رضي عنها وذهبت لبلاد الغرب وعادت دون الحجاب، شجّبوا وعنّفوا: " ضاع الإسلام ". الإسلام كلّه في الحجاب!
لكن، لم يضِع بالطبع عندما لامس رجل ما امرأةً دون رضا منها أو منعها من إكمال دراستها أو حتّى خُيّل له أن بإمكانه أن يُشكّلها كصلصال على هواه. لم يصرخ أحد. لم يُشجّب أحد. بل خُلقت تبريراتٌ من رحم الوهن والإنبطاح. حتى وإن شجّب أحدهم فلا صوت له، وإن صرخ أحدهم فلا معين له، سيكون كمن " يدّن في مالطا".
والأمر ليس فيه تعميم، أرجوكم، الأمر كله أن لا أحد ينظر للحقوق، مثلما يفكّر جيّداً في طريقة لسلبها. هذه الفتاة عبْدةُ المجتمع لا الدين، الدين لا يُجبر أحد، المُجتمع يفعل، بكامل قوّته وجهله وسطوته الوهميّة. هذا المجتمع الذي يمنع فتاةً من استكشاف الإحتمالات فقط لأنه يخاف من النتائج بينما يترك رجلاً غاطساً في القباحة، غارقاً في نتاج أفعاله الغير سويّة والتي تترك وصمةً من نار وحديد على جسد المجتمع، دونما تخوّف مبالغ فيه ولا حكم مُسبق؛ لإنّ ثمّة تبرير دائم لأفعاله.
فممن تخافون وعلى من تخافون؟! الأوْلى أن تخافوا على الإنسانية التي في القلوب، الدين النقيّ واتصال الأفئدة بالربّ، على اندثار العلم والنجاح والسعادة مقابل أقفاص ذهبيّة من سكر. خافوا على ما يجب الخوف عليه بحقّ أرجوكم.
-
184/365
تعليقات
إرسال تعليق