189: أنت والعطاء والأنانية

كان من المفترض أن تكون تدوينة اليوم، تدوينة مُختلفةٌ تماماً، وهي بطبيعة الحال ليست التدوينة التي ستقرؤونها الآن. لكنني سأُفكّر معكم، حتى تأتي تدوينة الغد سالمة، وكما تقول جدتي: " مِين يعيش؟!"

ما سرّ محاولاتنا لجعل العالم مكاناً أفضل؟! هل لكي نشعر بالرضى عن أنفسنا أم ليشعر بالرضا عنّا العالم؟! أؤمن أن أنانية ما ترافق شعور العطاء، رغم أن كلاهما في الدافع متضادان؛ أنا أعطي لأنّني أحبّ البذل وأنا أنانيّ لأنني أحبّ الأخذ، إلا أنهما مرتبطان ومتداخلان في بوتقعة واحدة أو تصنيف عاطفي مشترك.

فمع كل عطاء، تشعرُ شعورَ الرضا تجاه نفسك، فمع كل عطاء تنزاح عن قلبك غصّة، فمع كل عطاء يتسلل إليك نورٌ جديد وطاقة حانية، ومع كل عطاء أنتَ من يرتاح قلبك. إذاً هي الأنانية. شعورٌ جيّد غامر يجتاحك أنتَ، ويستمرّ، مهما تلاشى لدى الآخرين الذين تقبّلوا عطاءَك، فسيمتدّ من خلالك حتّى زمن بعيد.

وجعلني ذلك أتساءَل عن العطاء، هل هو فعلٌ جماعيّ أم شخصيّ، وبتّ أتشكك في عطاءاتي، بتّ أخاف من دافعي أن يكون بحثاً عن شعوري بالرضا بدلاً من بحثي عن شعورهم بالرضا مهما انتهى بي حال شعوري أنا.
فكيفَ يمكن حلّ كيفما مُعضلة؟!

189/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا