191: وهذا يكفي..

أنتَ كياني الذي يتحرك خارج جسدي، أنتَ مكاني الذي لا أجلس فيه الآن، وأنتَ البلاد التي تكون فيها ولا أكون. أنتَ فكرتي التي تدور في خاطري وأنتَ فكري وإليك تعود كل الأفكار بشكلٍ متسلل وخفيّ. أنتَ ما أنا عليه، وأنا ما أنتَ عليه دائماً. وفي نقطة تواصلنا في الكون الوسيع أعرف كل ما بي من خلالك، وأعرف كل ما بك من خلالي. توجد بصمة سريّة لكفّ الحبّ التي بيننا. لطالِعنا الذي لا يُقرَؤ من فنجانٍ ولا من جانٍ، طالعنا الذي يُطالعنا من عمق سحيق في قلوبنا يُشبه الكون، حيث نجومنا المتضامّة تُفسّر كل ما نحن عليه، إلا أننا لا نهتم بتفسيرها. نحنُ هنا وفقط، وهذا يكفي. 

ما أنتَ وما أنا؟ مرآةٌ ؟ تلك كلمة ساذجة. نحنُ روحان أكثر التصاقاً والتحاماً من وجهي المرآة. أنا لا أعرف ما أنتَ وما أنا لكننا كما نحنُ الآن، مُذهلان معاً. وهذا يكفي.

-

191/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا