193: متى تنتهي الحرب؟!

- لمَ تزوجتَ امرأتين؟
— لأن الثانية كانت وما زالت حبّ عمري.

قالها دون لحظة تفكير. رغم أنها كانت تستحقّ التفكير!

منذ سنتين، كان من الممكن أن أكتبّ نصّ هجاء في أشخاصٍ مثله. لكن، اليوم، وبكامل الأسف، يمكنني القول أن حدود المنطقة الرمادية لأفكاري اتسعت، وأصبحت تضمّ مساحات شاسعة من كلا الطرفين، الأبيض والأسود.
بتّ لا أميل للوم طرف، ولا أزيح الذنب عن كاهلي طرف. أصبحت أسبح في مناطق شاسعة من الرمادية والحدود الغير حادة.

- حبَ عمرك؟ وما الأولى إذًا؟
— أمّ البنات.. اللهم إديها الصحّة..

هكذا وصفها فقط. واكتفى.

ثم راح يحكي حكاية حبّ عمره -كما وصفها- وأنه أحبّها رغم فارق السنّ الكبير بينهما، ورغم القرابة ورغم زواجها. أحبّها وظلّ يحبّها حتى مات زوجها فأخبرها بما يُسرّ طوال عمره. " أنا بحبك " فقالت " تزوّجني لأعوّضك ". فتزوّجها.

- والأولى؟
— تزوّجنا دون معرفة أحد..
همهمت.. وسكت كلانا..

في العالم المتشرذم العواطف كعالمنا، ستجدُ بقايا أفئدة كُثر، ستجد أوصالاً واهية وهيّنة ورغم ذلك ما زالت تتصلّ، ستجدُ الحبّ الذي فجره لغم الزمن أو حتى التقاليد، ثم ستجد علاقاتٍ بريئة ومسالمة توحشت بسبب قلة الحيلة وضعف العزيمة في إرجاعها كما كانت. إن الحروب في بلادنا ليست على الحدود ولا بالسيف والمدفعية، إنها حروب على صفيح ساخنٍ من القلوب الملتهبة والمشاعر المُتشوّقة التي لم تهدأ يوماً لأنّها لم تذُق حلاوة السلام. فمتى تنتهي الحرب لكل هؤلاء المكلومين؟

-

193/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا