194: متّسع ومُنقذ
في الكتب، متّسعٌ غريب. قوةٌ لا مصدر لها سوى الحروف المطبوعة على ورق. أصابُ بالقشعريرة أحياناً كلما تخيّلت أن الفُكرة يُمكن لها أن تترجم على هيئة حروف. وأتعجب من عِظم هذا الفعل! أنا أقرأُ أفكار هذا الكاتب فقط لأنّه قررَ أن يُحررها من عقله إلى قلمه، بترجمةٍ تصيب في القلب الألق والأرق على حدٍّ سواء.
أخبرني أحدهم مرّة: " أنقذتني الكتب " وأنا أُأَمّن. بل أنقذتنا الكُتب. تخيّل أن تتوالى عليك الأحزان ولا مفرّ لك من نفسك، كأنّك حبيسُ كهفٍ ولا تجدُ أي أثر لآدميّ يحفر باتجاهك أو يسعى للوصول إليك، أنتَ فقط محاطٌ بأحزانك وهلاكك المُنتظر. ثم فجأة، بعضُ صفحات تدندن أنغاماً بجانبك، تعزف على آلات أغنية البقاء، فتنقذك، أو على الأقل تحاول. الكتبُ لا تبكي لأنَ لها من للكرامة ما لك، لكنّها تبكي معك إذا تورّطت في دواخلك.
الكُتب أعظم مُنقذ وأمتن حبل نجاة رمته باتجاهي الحياة.
-
194/365
أخبرني أحدهم مرّة: " أنقذتني الكتب " وأنا أُأَمّن. بل أنقذتنا الكُتب. تخيّل أن تتوالى عليك الأحزان ولا مفرّ لك من نفسك، كأنّك حبيسُ كهفٍ ولا تجدُ أي أثر لآدميّ يحفر باتجاهك أو يسعى للوصول إليك، أنتَ فقط محاطٌ بأحزانك وهلاكك المُنتظر. ثم فجأة، بعضُ صفحات تدندن أنغاماً بجانبك، تعزف على آلات أغنية البقاء، فتنقذك، أو على الأقل تحاول. الكتبُ لا تبكي لأنَ لها من للكرامة ما لك، لكنّها تبكي معك إذا تورّطت في دواخلك.
الكُتب أعظم مُنقذ وأمتن حبل نجاة رمته باتجاهي الحياة.
-
194/365
تعليقات
إرسال تعليق