196: إما الذهول وإما الخيبة..

في اللحظة التي تكتشفُ فيها من هو الإنسان الذي أمامك حقًّا، ما هي صورته المُختبئة خلف ملامحه وما هي طبيعته الحقّة، ستصاب إما بالذهول وإما بخيبة الأمل. وأعلمُ أنّك ستفكر في الآتي: ألا يجبُ أن يكون ثمّة احتمال ثالث، وهو أن تصاب باللاشيء، وكأنّك في المنتصف بين الذهول وخيبة الأمل!

في كلّ مرة نواجه فيها قلوبًا أو وجوهاً جديدة، يستحيل علينا ألا نقيم سقفًا للتوقعات حتى وإن كانت ذا سقف واطٍ، المهم أنها توقعات، وأنّها على حدّ اعتقادنا ستُنقذنا في لحظةٍ ما، لأننا سنتطرق لها في نهاية الأمر في مواجهتنا لذات القلوب والوجوه ثانية، كأن تساعدنا في أن نعرف بمَ نشعر تجاههم مثلاً أو من هم أصلًا وهل تتوافق مع حقيقة الواقع. وهذه التوقعات إما أن تتجاوز الواقع في حلاوتها، وإمّا أن تهوي بك لقاعٍ سحيق من الإحباطات المتتالية.

الذهول ليس في تجاوز الواقع لما تخيلته واقعاً، وليس في لقطة الحظّ التي يريها لك القدر ليُأكدّ أنّه ساحر مليء الجُعبة، بل الذهول أحياناً في تقديرك الصحيح، وعيك الكامل بكل الأحداث وكيفية التعامل معها وما مدى صلاح هؤلاء أو فسادهم. إنّ شعوراً كهذا لا يجوز أن نُسمّيه اللاشيء فقط لإنّك زاحمت الواقع في دقّته، كأنّك طابقت بنفسك وعقلك وبصيرتك توقعات الواقع. فتنطلق منك الكلمة التي لا يُحبّ أحدٌ سماعها : " كنت عارف! مش أنا قُلتلك!"

-

196/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا