203: ملاذنا..

أصدقاؤنا هم جزء من سلامنا النفسي، المساحة المستغلّة في عالمنا في بناء دور عبادة لا مصحّاتٍ نفسيّة ولا معقلٍ للشياطين. في كل مرة يُمكنهم المسح عن جرحك بنظرة أو تربيتة أو حتى ابتسامة لا يفهمها سواكم.

وإنّ من لم يجد الصداقة يومًا قاسى كمن لم يجب الحبّ. في كل مرة تنتهي بنا السبل وتتقطع أواصرنا مع الناس، نجدهم، هم ما زالوا في ذات الزوايا في قلوبنا، تتغيّر حياتهم لكن لا تتغيّر مقادير المعزّة في القلوب لهم.

أصدقاؤنا هم كل ما نملك إن سارت بنا الحياة عكس التيار، إن بكينا في حمام العمل، وإن انهالت علينا خسارة الدرجات في الجامعة من كل صوب، هم وقود الأحلام المشتركة وسرّ استمرار مزاحنا الثقيل، هم المأمن والبيت كل شعور عكسيّ للفراغ. هم كلّ ما نحاول وكل ما لا نحاول، هم الذين رأونا حتى ونحن في حرب وهميّة مع حلم أو في انبطاح تامّ لنومةٍ مفاجئة. هم الذين نحكي معهم عن حبٍّ قديم دون أن نخشى تكشّف حزننا أو عن حبٍّ جديد دون خجلٍ من اندفاعة البدايات الهوجاء وتلعثم القلب الذائب.

هؤلاء هم ملاذنا، هكذا دون مقدّمات أو إضافات.

-

203/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا