205: اطرق الباب بقوّة
كمن صفقَ في وجهي الباب وأنا ممزقّة القوى في عزّ ظهيرة شهر أغسطس، كانَ اليوم. ولأنّ عقارب الساعة في صراعٍ دائمٍ معك، لن تُدرك قسوة الأحداث إلا عندما يهدأ الطنين الذي في رأسك، وتسكن أضلاعك لمرتبة سريرك الدافئة وتستقرّ بصيلات شعرك للمخدّة التي تحفظك جيّداً حتّى أنّها تقوّست للداخل بحجم رأسك.
في طريقنا نحو الخيارات العديدة، يتخلل إلينا الضعف، ثم التشكك، فالخوف. ثم تصيبنا خيبة التراجع أو حتّى مصيبة اللا إقدام. نقف وما بين أيدينا اختيارات لكننا نتغاضى عنها عمدًا مخافة القرار. ثم تستجمع قواك، كامل قواك، لكيلا تخاف، لكي يخاف الخوف لا أنت، ثم تتأمل، نعم، أنا أتفدّم، هاذي خطواتي، أنا أسير نحو البداية، كل هذا السير نحو البداية فقط، لم نقترب حتّى من النهاية ولا من بداية النهاية، تستجمع قواك، تكمل المسير، تحاول أن تتمّ مهامك، تحاول أن تنجح ولو للمرّة الأولى في رفع قناعك والحديث دون أسوار، ثمّ، الرفض. قنبلة تنفجّر في روح سوقٍ شعبي في كركوك. بوم.
تتحدث إليزابيث جيلبيرت في كتابها " طعام، صلاة، حب " والذي ذكرته في مدونة سابقة من يومين تقريبًا- عن مرورها بتجربة زواج انتهت بأقسى أنواع الطلاق: الإستهلاك الممنهج للوقت، الذي هو بطبيعة الحال؛ الإستهلاك الممنهج للعمر. لكنني أريد عن أتحدث عن وجه آخر للتجربة، الوجه القاسي، الوجه الذي كان فيه شعور الفشل والوحدة هما العاملان الأساسيان. وطوال رحلتي خلال الكتاب، أفكّر في زوج إليزابيث، ماذا حدث لحياته وكيف انتهى به الحال في تقبّل الرفض من المرأة التي اعتاد مشاركتها السرير لمدة اثنتي عشرة عامًا على الأغلب. كيف شعر في اللحظة التي أخبرته فيها : " أريد أن أرحل. " أسعى لمعرفة سرّ تلك اللحظة!
ولأن لي من حديث النفس الكثير، قلتُ لها لا بأس، من ردّك عن عتبة داره، أدبري عنه الآن، ثم أحسني مقامك ودارك وديارك وذاتك، خذي معك قلبك سالماً ورجلًا صلدة لها مسامير في امتداد الأرض، وثقةٌ تهزّ أي أنف. ثم اطرقي الباب ثانية، اطرقيه بقوة ولا تتردّي، لا تشعري بالحرج، لأنّ أحداً ما لن يصفق الباب في وجهك بل سيفتحونه عن مصراعيه ليقولوا: " اتفضلي، المكتب من هنا ".
-
205/365
في طريقنا نحو الخيارات العديدة، يتخلل إلينا الضعف، ثم التشكك، فالخوف. ثم تصيبنا خيبة التراجع أو حتّى مصيبة اللا إقدام. نقف وما بين أيدينا اختيارات لكننا نتغاضى عنها عمدًا مخافة القرار. ثم تستجمع قواك، كامل قواك، لكيلا تخاف، لكي يخاف الخوف لا أنت، ثم تتأمل، نعم، أنا أتفدّم، هاذي خطواتي، أنا أسير نحو البداية، كل هذا السير نحو البداية فقط، لم نقترب حتّى من النهاية ولا من بداية النهاية، تستجمع قواك، تكمل المسير، تحاول أن تتمّ مهامك، تحاول أن تنجح ولو للمرّة الأولى في رفع قناعك والحديث دون أسوار، ثمّ، الرفض. قنبلة تنفجّر في روح سوقٍ شعبي في كركوك. بوم.
تتحدث إليزابيث جيلبيرت في كتابها " طعام، صلاة، حب " والذي ذكرته في مدونة سابقة من يومين تقريبًا- عن مرورها بتجربة زواج انتهت بأقسى أنواع الطلاق: الإستهلاك الممنهج للوقت، الذي هو بطبيعة الحال؛ الإستهلاك الممنهج للعمر. لكنني أريد عن أتحدث عن وجه آخر للتجربة، الوجه القاسي، الوجه الذي كان فيه شعور الفشل والوحدة هما العاملان الأساسيان. وطوال رحلتي خلال الكتاب، أفكّر في زوج إليزابيث، ماذا حدث لحياته وكيف انتهى به الحال في تقبّل الرفض من المرأة التي اعتاد مشاركتها السرير لمدة اثنتي عشرة عامًا على الأغلب. كيف شعر في اللحظة التي أخبرته فيها : " أريد أن أرحل. " أسعى لمعرفة سرّ تلك اللحظة!
ولأن لي من حديث النفس الكثير، قلتُ لها لا بأس، من ردّك عن عتبة داره، أدبري عنه الآن، ثم أحسني مقامك ودارك وديارك وذاتك، خذي معك قلبك سالماً ورجلًا صلدة لها مسامير في امتداد الأرض، وثقةٌ تهزّ أي أنف. ثم اطرقي الباب ثانية، اطرقيه بقوة ولا تتردّي، لا تشعري بالحرج، لأنّ أحداً ما لن يصفق الباب في وجهك بل سيفتحونه عن مصراعيه ليقولوا: " اتفضلي، المكتب من هنا ".
-
205/365
تعليقات
إرسال تعليق