213: أين أنتِ يا كتابة؟!

أتساؤل لمَ لا أستطيع الكتابة لهذه الليلة؟ أجلس أمام شاشة اللابتوب، جاوزت الساعة، ولكن لا شيء. لا شيء سوى فتافيت مبعثرة من هنا ومن هناك لا ارتباط بينها.

ثمّ أنني أودّ لو أعترف أنني مُشبّعة بالموسيقى الجيّدة اليوم وذلك يساعدني أن أحتفظ بما أخذت من العالم لأستمتع به، الإيقاع الذي يأتلفه قلبي ويرتبط معه كأنّما يعرفه منذ الأزل.

أنني -كذلك على جانب آخر- في يوم كهذا لا أحبّ الكلام، ولا أميلُ للتعبير، ولا أميل للشعور. أنا مرهقة. يتحدّث الجميع عن الإكتئاب وعن الحزن وعن الإنتحار، وأنا لا أريد أن أتحدّث عن كل هذا، أريد أن أضمّك في لحظة غروب على شاطئ البحر بكل سلام. أن أُسلم همومي لرمل البحر، فليحملها هو، أنا مرهقة ولا أريد أي أحمال، لا في صدري ولا على لساني ولا حتّى في مخيلتي.

تصيبني الأيام هذه بالسؤال المتكرر قصير الذاكرة: من أنا؟ ولمَ قد تغيّر مزاجي من الكلام المغدق للصمت الواثق؟


كم تحتاج لتعرف نفسك؟ سبعة عشر عامًا من المراهقة؟ خمسةٌ وعشرون عامًا من النضج؟ خمسةٌ وثلاثون عامًا من الإستقرار؟ أم أربعون عامًا من الثبات؟

أنا أعرف إلى الآن، أنني أحبّ الكتابة، وأن الموسيقى -التي نشأت من الكون ومنّا- قريبةٌ من قلبي، وأنني لم أعد أحتمل حياة لا تُشبهني.

هذا ما أعرفه.. وفقط.

-

213/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا