214: هذه ليست جريدة
على ما يبدو، يتعامل الإعلام مع الأخبار كقوت يومه، بينما أنأى -عن قصد- بمدوّنتي عن الكثير مما يحدث. حتّى أنني كتبتُ السطر الأول في رثاء صالح علماني ثم مسحته ثم كتبته ثانية ثم أعدتُ مسحه. لم أرغب في تحويل المدوّنة لجورنال يومي، هذا وإن ارتقت لأن تكون كذلك، لكنني أرغب في أن أعزّي كامل النفس بفقدان هذا الشخص البديع. وأنني أعرف تمام المعرفة أن اليوم هو خسارة حقيقةٌ للترجمة والأدب العربي على حدّ سواء.
اليوم، كان يومًا طائشًا منذ اللحظة الأولى. ماذا تفعل عندما تتورط في الإستيقاظ صباحًا دونما جدوى؟ عن نفسي، أسمع الموسيقى وأتناول فطورًا سريعًا على شمس صباح ديسمبر الخجولة، أتصفّح هاتفي كما أفعل عادةً، أقرأُ مقالًا عن نسب الإنتحار والطبّ النفسي في مصر، ثم أنزعج فأعود بقلبي للموسيقى لأُسلّمها نفسي.
ثمّ أفكّر في الإنزواء، لكن كيف لي أن أعتزل الناس ونحن في التجربة معًا! وكأي تجربة وحدانية رغبت في خوضها، خُضتها بالفعل وتعلّمت من مرارة ما تذوّقت لا من مرارة ما تذوّق الآخرين، وأكاد أؤمن أنها وسيلة للعلاج وليست مجرد " رياحة بال والسلام".
أمسك بالكتاب، يناديني، يقول هلّمي بِنا، اقترب العام على الرحيل فأكملي ما بدأتيه، ثم أتهاون، وتنهار قواي وأرغب في العودة للنوم، لكنْ يجب أن ألحق بالعمل.
أكتب لماما منشورًا بعيد ميلادها، تظنّ صديقتي أنّه متن تدوينة، ولا أظن كذلك.
يضرب صوت الملعقة الصغيرة في جدار " المجّ " الطويل خاصتي، يؤرق حبات الليمون الناعمة التي تلفّه، ثم تستقر الملعقة في الوسط فترتاح الليمونات في مكانها.
تخور قواي، وأقاوم. لا مجال للتأخير أكثر من هذا. حسنًا.
" وفاة الفنان شعبان عبدالرحيم"، خبر حزين سريع كشريط الأخبار الذي يختفي في ثوانٍ.
أين حذائي؟ ها هو.. ألفّه بعقدة مُعتادة، ثم أذهب.
-
214/365
ثمّ أفكّر في الإنزواء، لكن كيف لي أن أعتزل الناس ونحن في التجربة معًا! وكأي تجربة وحدانية رغبت في خوضها، خُضتها بالفعل وتعلّمت من مرارة ما تذوّقت لا من مرارة ما تذوّق الآخرين، وأكاد أؤمن أنها وسيلة للعلاج وليست مجرد " رياحة بال والسلام".
أمسك بالكتاب، يناديني، يقول هلّمي بِنا، اقترب العام على الرحيل فأكملي ما بدأتيه، ثم أتهاون، وتنهار قواي وأرغب في العودة للنوم، لكنْ يجب أن ألحق بالعمل.
أكتب لماما منشورًا بعيد ميلادها، تظنّ صديقتي أنّه متن تدوينة، ولا أظن كذلك.
يضرب صوت الملعقة الصغيرة في جدار " المجّ " الطويل خاصتي، يؤرق حبات الليمون الناعمة التي تلفّه، ثم تستقر الملعقة في الوسط فترتاح الليمونات في مكانها.
تخور قواي، وأقاوم. لا مجال للتأخير أكثر من هذا. حسنًا.
" وفاة الفنان شعبان عبدالرحيم"، خبر حزين سريع كشريط الأخبار الذي يختفي في ثوانٍ.
أين حذائي؟ ها هو.. ألفّه بعقدة مُعتادة، ثم أذهب.
-
214/365
تعليقات
إرسال تعليق