217: أستاذ أم إله؟
إنّ أكثر ما يدهشني في اليومين الماضيين، الأخبار التي تُترجم لفكرة ليست بجديدة: اعتقاد الطاقم التدريسي والقائمين على التعليم في مصر أنّهم كادوا يجارون مقام الإله في العظمة، وأنّهم في الفهم لابدّ أن يكونوا جهابذةً لا يُسائلهم أحد ولا يراجعهم أحد، ولا يعلُ على آرائهم الغبية أحد.
العجيب، أنّ هؤلاء تخللهم العلم بما يكفي لتنقية صخورهم الفكرية، أو هكذا نظنّ، حتى يتبيّن لنا مع الوقت، أن العلمّ لم يجاورهم حتّى، وأنّ ما يملكونه في عقولهم هو الغرور والتغطرس والضحالة الفكرية المخزية.
ما زلت أتذكّر جيّداً علاقتي الرديئة بدكاترة جامعة المنصورة، والذي يملكون شُهرة عريضة على مستوى الجمهورية، شهرةٌ فقيرة ومُخزية بالطبع. يُعرف عن أغلبهم الجنون وعدم إتباع أيًا من ملامح الذوق العام ثم تصديرهم لأمراض نفسيّة حقيقيّة نشأت من أنفسهم لأنفسهم وللطلبة على حدّ سواء. حتّى أنّ شخصّا مثلي لا طالما واجه العالم بالتعريف عن نفسه واسمه، لجأ إلى الإختباء طوال سنين الجامعة حتى لا يعرفهم ولا يعرفونه.
العجيب، أنّ هؤلاء تخللهم العلم بما يكفي لتنقية صخورهم الفكرية، أو هكذا نظنّ، حتى يتبيّن لنا مع الوقت، أن العلمّ لم يجاورهم حتّى، وأنّ ما يملكونه في عقولهم هو الغرور والتغطرس والضحالة الفكرية المخزية.
ما زلت أتذكّر جيّداً علاقتي الرديئة بدكاترة جامعة المنصورة، والذي يملكون شُهرة عريضة على مستوى الجمهورية، شهرةٌ فقيرة ومُخزية بالطبع. يُعرف عن أغلبهم الجنون وعدم إتباع أيًا من ملامح الذوق العام ثم تصديرهم لأمراض نفسيّة حقيقيّة نشأت من أنفسهم لأنفسهم وللطلبة على حدّ سواء. حتّى أنّ شخصّا مثلي لا طالما واجه العالم بالتعريف عن نفسه واسمه، لجأ إلى الإختباء طوال سنين الجامعة حتى لا يعرفهم ولا يعرفونه.
في إحدى المرّات التي كنت فيها محظوظة كفاية للإلتقاء بباحثة بريطانية، تحدّثت معنا عن الألوان في مصر القديمة وما اكتشفته مؤخرًا مع فريقها عن كيفية صناعة الأزرق الفرعوني الشهير وكيف بان أثر اندماج بعض الحضارات في تطور الألوان على مدار السنين. هذه المرأة التي تعمل باحثة في متحف تابع لجامعة كامبريدج وقفت بكل صدر رحب لتتلقى كل أسئلتنا عن مصر القديمة وتتحمل لغتنا المتكسرة وتشاركنا ما توصلت له مؤخرًا بل والأهم لتشاركنا الشغف الذي حملها على الوقوف لساعة دونما تعب أو تذمّر وهي تكاد تُنهي عقدها السادس.
في سنتي الأخير من الجامعة، رمى أحد الأساتذة أبحاثنا على الأرض أمام مكتبه، وأعلن بكل خيلاء: " تعالوا خدوها من على الأرض ". المضحك في الأمر، أنني لا أتذكّر لمَ أعاد لنا البحث من الأساس وما الذي كان يريده تحديدًا. لكنني أتذكّر المشهد كاملًا.
ما القضيّة إذًا؟ إذا أردتم أن تكونوا الآلهة فلتحاسبوا الله أنه لم يخلقكم آلهة. وإن أردتم أن تكونوا -كما من المفترض لكم أن تكونوا- مجرّد بوق ينقل العلم من هنا لهناك، مجرّد بشر يساعدون هؤلاء البشر الأصغر عمرًا ما هي الحياة وكيف ستكون فيما بعد، إذاً فلتتحوّلوا لما أنتم عليه من الأساس، أساتذة علم. لا أكثر ولا أقل. وفي خضمّ كل هذا، يُرجى الحفاظ على الإنسانية. أو مراجعة أخصائيّ نفسي، إن كان للأمر بُدّ. إختاروا..
-
217/365
في سنتي الأخير من الجامعة، رمى أحد الأساتذة أبحاثنا على الأرض أمام مكتبه، وأعلن بكل خيلاء: " تعالوا خدوها من على الأرض ". المضحك في الأمر، أنني لا أتذكّر لمَ أعاد لنا البحث من الأساس وما الذي كان يريده تحديدًا. لكنني أتذكّر المشهد كاملًا.
ما القضيّة إذًا؟ إذا أردتم أن تكونوا الآلهة فلتحاسبوا الله أنه لم يخلقكم آلهة. وإن أردتم أن تكونوا -كما من المفترض لكم أن تكونوا- مجرّد بوق ينقل العلم من هنا لهناك، مجرّد بشر يساعدون هؤلاء البشر الأصغر عمرًا ما هي الحياة وكيف ستكون فيما بعد، إذاً فلتتحوّلوا لما أنتم عليه من الأساس، أساتذة علم. لا أكثر ولا أقل. وفي خضمّ كل هذا، يُرجى الحفاظ على الإنسانية. أو مراجعة أخصائيّ نفسي، إن كان للأمر بُدّ. إختاروا..
-
217/365
تعليقات
إرسال تعليق