219: ملاحظةٌ من الملعب..
صوتُ المعلّق يعلو كلما اقترب اللاعب من الجول، وأنا أحضّر الغداء، أقطّع شرائح البطاطس بعرض متوسط، لا أحبّها أن تُقرمش كالشيبسي، فأحرص على أن تحافظ على طعم البطاطس المُحمّرة المعتادة التي لاطالما أكلتها خلسة واحدة تلو الأخرى من الطبق المغطّى تحت البوتجاز في مطبخ تيتة. وكانت عادةً إذا لم تقطّعهم على هيئة شرائح قطعتهم كأصابع طويلة، وفي الحالتين كان الطعم حقيقيّاً ومميزًا، كأنّه يخصّ مطبخ تيتة وحسب.
الآن، فريق أسوان يلاعب فريقًا آخر -قد نسيت اسمه بالفعل ريثما بدأت الكتابة-. كانت هذه هي المرّة الأولى التي أسمع فيها بفريق أسوان، أنا التي ما كان يقفز لي فؤاد إلا للكرة، فقدت اليوم اهتمامي بها والولع وبات قلبي لا يقفز لشيء. ولا أتذكر تماماً متى بهتت كرة القدم في عيني إلى هذا الحدّ، أَبَعد حادثة بورسعيد (والتي وقعت في فبراير لعام 2012 في مباراة لكرة القدم بين الأهلي والمصري البورسعيدي)؟ أم بعدما فقدت الكرة المصرية ذائقتها ولم تعد مشاهدتها بالمشاركة والقزقزة والحماسة ذاتها؟ لا أعلم.. لكن الإجابة حتمًا ستحوم حول زمان ما بعد الثورة، حيث بهتت أشياء أخرى كثيرةىبالطبيعة، ولم نعد -منذ تلك اللحظة- كما كنا. كأننا فتات منثور. هل ستعيد الفتات المنثور؟
لا طالما تساءلت، كيف ينشأ انتماء كروي في مصر لا ينطوي تحت إبط الأهلي أو الزمالك؟! أعني، من ينتمي لفريق أسوان؟ أهل أسوان؟! لكن ذلك ليس ضروريًّا، فأهل أسوان كذلك منقسمون ما بين الأهلي والزمالك. وجلست أفكّر في ذلك المشجّع الوفيّ، الذي ينتمي بمفرده لفريق لا يكون دائمًا في الدرجة الأولى أصلًا. وما الذي يحمله على كل هذا الإنتماء؟ لا بدّ وأن تكون هناك حكاية.
لو أملك كاميرا وفريق عمل، لرحت أبحث فيها عن مشجع كهذا، أيًا يكن ما يشجعه، المهم أنّه يملك شرارة أمل وثقة لا تموتان، أبحث معه عن أسبابه وأسمع منه القصة " من طقطق للسلامو عليكو "، ثمّ أعود لأكتب لكم ما حدث.
حتمًا سأجده يومًا ما ليفكّ شيفرة سرّ الإنتماء الفردي دونما أيّ شعور بالشكّ في خضمّه ولا بالندم بعده..
لا طالما تساءلت، كيف ينشأ انتماء كروي في مصر لا ينطوي تحت إبط الأهلي أو الزمالك؟! أعني، من ينتمي لفريق أسوان؟ أهل أسوان؟! لكن ذلك ليس ضروريًّا، فأهل أسوان كذلك منقسمون ما بين الأهلي والزمالك. وجلست أفكّر في ذلك المشجّع الوفيّ، الذي ينتمي بمفرده لفريق لا يكون دائمًا في الدرجة الأولى أصلًا. وما الذي يحمله على كل هذا الإنتماء؟ لا بدّ وأن تكون هناك حكاية.
لو أملك كاميرا وفريق عمل، لرحت أبحث فيها عن مشجع كهذا، أيًا يكن ما يشجعه، المهم أنّه يملك شرارة أمل وثقة لا تموتان، أبحث معه عن أسبابه وأسمع منه القصة " من طقطق للسلامو عليكو "، ثمّ أعود لأكتب لكم ما حدث.
حتمًا سأجده يومًا ما ليفكّ شيفرة سرّ الإنتماء الفردي دونما أيّ شعور بالشكّ في خضمّه ولا بالندم بعده..
-
219/365
219/365
تعليقات
إرسال تعليق