224: الأنوثة ما بين هذه وتلك..
" لا أريد تحطيمك ". قالها وهو يُلقي بكأسه بعيدًا ليتهشّم في زجاج النافذة. " لم أؤمن بالألوان الأحادية. رغبتُ دومًا في المزج فيما بينها، لم يستهويني الأبيض ولا الأسود. أحببت الرمادي".
هذا مشهد أيرونيكيّ مرّ في كل الروايات النسوية وغير النسوية، الشراب والإنفعالية الزائدة والأنثى التي أضعفها الحبّ. أتذكّر أن أحلام مُستغانمي كان لها تأثير كبير في تكوين فكرتي النسوية عن الحبّ. لا طالما أطّرت المرأة في إطار متكرر مهما بلغت درجة اختلاف الحدّوتة والحبكة.
المرأة التي يجعلها الحبّ منبطحة تحت رجل ما فقط لأنها لا تستطيع التوقف عن حبّه، هي امرأة لا تُعنى بالأنوثة بل تُعنى بالضعف ولم أعرف هذا إلا عندما تفتحت براعم اسم رضوى عاشور في صباحاتي على أنغام أم كلثوم. هذه المرأة التي أعرفها وأراها وأحبّها، المرأة التي لا تتحدّث فقط عن شهوانية المشاعر ولا عن قدرتها في السيطرة عليك، لكنّها تتحدث عن العالم من حولها، تتحدث عن التدريس والتاريخ والمرض والحبّ والثورة. إن مواجهة الإنسان لهذين الوجهين الأنثويين يصبّ له إدراكًا مختلفًا في كل مرّة. خُيّرت الأنثى التي بداخلي فاختارت كلتاهما.
"لم أردتِ لهذا العالم أن يحبّك بينما لم تحبّي نفسك؟!" سيكون الجواب كارثيًا؛ لأنّ العالم هو ما جعلني غير قادرة على حبّ نفسي، وأرى في ذلك مثالًا واضحًا في تصوير الأمومة والعنوسة والتيتّم من ناحية الزوج، هذه الأمور كلها تصبّ في بوتقة الكراهية لا الحبّ، ثمّة تعنيف ممنهج باتجاه المرأة التي تتملّص من دورها المرسوم مُسبقًا. إذًا ما الذي بدأ أولًا، كُره النفس أم كُره العالم؟!
عزيزتي المرأة التي خلّعت قلبها بنفس المطرقة التي ثبّتت بها قلوب الآخرين، أنا لا أعرف لمَ فعلتِ ذلك تحديدًا لكن، يجب أن تتوقفي عن ذلك. توقفي عن ذلك الآن لا غدًا. إنّ كأس الشراب هذا لا يُخدّر الحبّ، وإن الوضوح كالعربون، والتحطيم ليس فعلًا ذاتيًا، والسلام النفسيّ لا يُقدّر بثمن.
-
224/365
هذا مشهد أيرونيكيّ مرّ في كل الروايات النسوية وغير النسوية، الشراب والإنفعالية الزائدة والأنثى التي أضعفها الحبّ. أتذكّر أن أحلام مُستغانمي كان لها تأثير كبير في تكوين فكرتي النسوية عن الحبّ. لا طالما أطّرت المرأة في إطار متكرر مهما بلغت درجة اختلاف الحدّوتة والحبكة.
المرأة التي يجعلها الحبّ منبطحة تحت رجل ما فقط لأنها لا تستطيع التوقف عن حبّه، هي امرأة لا تُعنى بالأنوثة بل تُعنى بالضعف ولم أعرف هذا إلا عندما تفتحت براعم اسم رضوى عاشور في صباحاتي على أنغام أم كلثوم. هذه المرأة التي أعرفها وأراها وأحبّها، المرأة التي لا تتحدّث فقط عن شهوانية المشاعر ولا عن قدرتها في السيطرة عليك، لكنّها تتحدث عن العالم من حولها، تتحدث عن التدريس والتاريخ والمرض والحبّ والثورة. إن مواجهة الإنسان لهذين الوجهين الأنثويين يصبّ له إدراكًا مختلفًا في كل مرّة. خُيّرت الأنثى التي بداخلي فاختارت كلتاهما.
"لم أردتِ لهذا العالم أن يحبّك بينما لم تحبّي نفسك؟!" سيكون الجواب كارثيًا؛ لأنّ العالم هو ما جعلني غير قادرة على حبّ نفسي، وأرى في ذلك مثالًا واضحًا في تصوير الأمومة والعنوسة والتيتّم من ناحية الزوج، هذه الأمور كلها تصبّ في بوتقة الكراهية لا الحبّ، ثمّة تعنيف ممنهج باتجاه المرأة التي تتملّص من دورها المرسوم مُسبقًا. إذًا ما الذي بدأ أولًا، كُره النفس أم كُره العالم؟!
عزيزتي المرأة التي خلّعت قلبها بنفس المطرقة التي ثبّتت بها قلوب الآخرين، أنا لا أعرف لمَ فعلتِ ذلك تحديدًا لكن، يجب أن تتوقفي عن ذلك. توقفي عن ذلك الآن لا غدًا. إنّ كأس الشراب هذا لا يُخدّر الحبّ، وإن الوضوح كالعربون، والتحطيم ليس فعلًا ذاتيًا، والسلام النفسيّ لا يُقدّر بثمن.
-
224/365
تعليقات
إرسال تعليق