225: مهما كلفني الأمر..

قابلتُ إيمان مِرسال. ورغبتُ في مشاركتكم هذه اللحظة القيّمة.

عندما يكون اليوم زاخمًا تتوانى رغبتك في التوثيق لكل تعيش اليوم حتّى آخر قطرة فيه. البارحة، نسيتُ الموبايل رغم أنه في يدي، حصلتُ على صورة واحدة أبدو فيها مُرهقة ومتهالكة لكن سعيدة، تناولتُ غداءً سيئًا لكن لم أشعر بسوئه لأنني تشاركته مع صديق صادق وجميل وقريبٌ من القلب.

كلّ ما كان يُحركني باتجاه البارحة هو رغبتي في اللحاق، اللحاقُ بالزمن، هذا الماراثونيّ الذي لا ينتظر أحد. منذ خمس سنوات غرقتُ في ندم بالغ لم ينساني حتى البارحة، منذ خمس سنوات رغبتُ في أن يعاد الزمن للوراء حتى لا يأتي عليّ هذا الحاضر الذي يُخزيني فيه شعور هائل بالندم.

منذ خمس سنوات، ورغم أننا تشاركنا البلاد والكتب، حتى أنني أحتفظ بأجزاء قيّمة منها -كُتبها- في غرفتي، إلا أن أيدينا لم تتصافح يومًا، وللأسف لن نتصافح يومًا. منذ خمس سنوات ماتت كاتبتي المُفضلّة.
تخيّل أن تكون على بعد كيلومترات من شخص تحبّه -رغم انعدام اللقا-، وتحترمه فقط لأنّ أفكاره كانت أقوى من كل وأي مسافة، وتسعى إليه لأنّه مثّل لك الكيان والإنسان والمرأة والقوة والشجاعة العمياء! كان حزني كبيرًا. 

عندما سمعتُ بزيارة إيمان مرسال، دبّت الحياة في جسد ندمي مرّة أخرى، رغم أنّ إيمان مرسال لا تتشابه في الحال مع رضوى عاشور، إلا أن شعوري لم يتركني بمفردي. ظلّ يتكرر في رأسي صوت وحيد: " لابدّ أن تكوني هناك، مهما كلّفكِ الأمر ".

مهما كلفني الأمر؟
مهما كلفني الأمر.


 في الحياة طُرقٌ عوجاء، ستسلكها، لأنّ لحظة قيّمة تنتظرك في نهاية الطريق، كأنّها لحظة النور التي يُشبّهها صناع الأفلام الأمريكان، عندما يقتربُ أحدهم من الموت. هي لحظة النجاة رغم الموت. لنسلك الطرق العوجاء إذًا إن كان النور يستحقّ.
البارحة، عرفتُ كيف يعيشُ من يحبّون الحياة، لا يجدون وقتًا لهواتفهم المحمولة لأنّهم متورطون جدًا في الحياة، يجدون وقتًا للّقاءات وأكواب الشاي والسيجارة التي يحبّون، يسعون دون جهد جهيد، و يعيشون كما يرغبون فحسب، مهما كلفهم الأمر.

مهما كلفهم الأمر؟
مهما كلفهم الأمر.

-

225/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا