230: وكل بدايةٍ، نهايةٌ أخرى.

لم أعتد على تخيّل هذا الغياب لكنّه حدث، وهذا ما جعلني أكثر رضا، لأنني عرفت أنّ للأمر نقطة نهاية حينما كنتُ أهلوس ببداياتِ وهمية ومحتملة. لم يعد شيئاً محتَملاً، هذه على ما تبدو، النهاية.

النهاية. التي تبدو البدايات بعدها غريبة ومُحرّفة وغير مستوية، إنّها بدايةٌ منبثقة من نهاية أخرى، كأنّها تحمل جيناتها عبر الزمن، وكأن كل بداية هي موروث جيني آخر.

أما موروثي فمليء بالندبات، وكل ندبة اقتنصت جزءًا من هشاشتي كانت ندبة لجرح غائر لا يسهل الحديث عنه ولا الفضفضة فيه. وإن كل من استسهل الفضفضة يسبح في نعمة لا يعرف عنها الكثير.

هذه الأيام أشعر أنني أفقد تركيزي، وعندما أخبر ماما تقول ساخرةً: "إيه؟ بتحبّي؟ " أقول في نفسي :" من الكأس المرّة لا نشربُ مرّتين يا ماما". لكننا نشرب. شرابٌ لاذعٌ مُذهبٌ للعقل وله مريدونه فما العمل؟!

لا أملك الكثير من السلاسة ولا اللغة ولا البراعة في الحديث أكثر عما أصابني، لكنني أزحت ثَقلًا عن كتفي ووضعته في قلبي، كمن أخبر مريضًا على مشارف الموت بأنه يحتضر. لذا سأتوقف عن الكتابة هنا. يجب لي أن أرتاح.

-

230/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا