232: لطالما أحببتُ النجوم
ثقبتني اليوم لحظة.
كنتُ أسير بين المساكن المُرتبة في مكعّبات متراصة ، حتى سَرَت في جسدي قشعريرة لمجرّد تداخل مشهدين بتناغم مثير. كأنّ لحظة من عالم آخر تنزّلت على نفسي.
كان الشارع هادئاً إلا من الأصوات الهاربة من شباك مطبخ أو عتبة سلم أو حتى من بابٍ موارب. إنّ لحظة سكونٍ كتلك لا تتكرر كثيرًا في مِصر، فمتى ما زارتك وجب عليك الإحتفاء بها وحُسن ضيافتها.
ظلّت الأصوات تتدفّق مع النسيم البارد لشهر ديسمبر، صوت أخ صغير يحادث أخته أو أمّه، يُخبرها أن تترك له شيئًا ما لم أتبيّنه، وصوت تليفزيون يأتي من زاوية أخرى وكذا صوت قزقزة لبّ، كان خليطاً ناعمًا من الأصوات التي تنتقل كأنّها تتهادى إليك على موج البحر.
بالنجوم كانت السماء تُعطي انطباعًا أكثر عُمقًا، كأنّها الفضاء الواسع.
نظرتُ إلى أعلى، ولا أعرف كيف انتبهتُ لسلّمة مكسورة فتفاديتها، عاودتُ النظر ولفتني صفاء النجوم، رغم أن في السماء غيومٌ إلا أنها لم تتمكن من حجب كل هذا البريق الدقيق! عددهم كان هائلًا وكأنني لم أنظر للسماء منذ زمن وفاجئني ما آلت إليه. آلمتني رقبتي لشدة انحنائها للوراء، واصلت المسيرُ وأنا أنظر إلى الأعلى..
فجأةً تذكّرتُ ليلة هادئة في شفّار، وهي مدينة تونسية تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تُشبه كثيرًا برأيي مدينة دمياط الجديدة قبل بضع سنوات، وهي كذلك مدينة مصرية ساحلية تتبع لمحافظة دمياط. السماء في تلك الليلة، كانت عملًا فنيّاً حتّى أنها استجابت لأمنيتي فسقط شهاب. كانت أمنيتي أن أرى شهابًا.
لا طالما أحببتُ النجوم..
-
232/365
كنتُ أسير بين المساكن المُرتبة في مكعّبات متراصة ، حتى سَرَت في جسدي قشعريرة لمجرّد تداخل مشهدين بتناغم مثير. كأنّ لحظة من عالم آخر تنزّلت على نفسي.
كان الشارع هادئاً إلا من الأصوات الهاربة من شباك مطبخ أو عتبة سلم أو حتى من بابٍ موارب. إنّ لحظة سكونٍ كتلك لا تتكرر كثيرًا في مِصر، فمتى ما زارتك وجب عليك الإحتفاء بها وحُسن ضيافتها.
ظلّت الأصوات تتدفّق مع النسيم البارد لشهر ديسمبر، صوت أخ صغير يحادث أخته أو أمّه، يُخبرها أن تترك له شيئًا ما لم أتبيّنه، وصوت تليفزيون يأتي من زاوية أخرى وكذا صوت قزقزة لبّ، كان خليطاً ناعمًا من الأصوات التي تنتقل كأنّها تتهادى إليك على موج البحر.
بالنجوم كانت السماء تُعطي انطباعًا أكثر عُمقًا، كأنّها الفضاء الواسع.
نظرتُ إلى أعلى، ولا أعرف كيف انتبهتُ لسلّمة مكسورة فتفاديتها، عاودتُ النظر ولفتني صفاء النجوم، رغم أن في السماء غيومٌ إلا أنها لم تتمكن من حجب كل هذا البريق الدقيق! عددهم كان هائلًا وكأنني لم أنظر للسماء منذ زمن وفاجئني ما آلت إليه. آلمتني رقبتي لشدة انحنائها للوراء، واصلت المسيرُ وأنا أنظر إلى الأعلى..
فجأةً تذكّرتُ ليلة هادئة في شفّار، وهي مدينة تونسية تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تُشبه كثيرًا برأيي مدينة دمياط الجديدة قبل بضع سنوات، وهي كذلك مدينة مصرية ساحلية تتبع لمحافظة دمياط. السماء في تلك الليلة، كانت عملًا فنيّاً حتّى أنها استجابت لأمنيتي فسقط شهاب. كانت أمنيتي أن أرى شهابًا.
لا طالما أحببتُ النجوم..
-
232/365
تعليقات
إرسال تعليق