233: القائمة: ما بين التحقيق والنسيان

لكم هو شعورٌ مريحٌ أن تصل، أن تحوّل قائمة من الأشياء العالقة ما بين التمنّي والتحقيق، إلى قائمة مُظللة بالقلم الفسفوري، نعم لقد أنهيتُ القائمة!

باقي أسبوع واحد على نهاية هذا العام الحافل، قوائم كثيرة كُتبت، قوائم كثيرة مُسحت، قوائم كثيرة قُطّعت، قوائم كثيرة فتحت الأبواب لقوائم أكثر. في بداية هذا العام منذ ما يقرب من اثنتا عشرة شهرًا، رغم كل ما كان يزمجر في الفؤاد، اشتعلت أنانيّتي الحميدة، وقلتُ: "هذا العام لنفسي. سأضع نفسي أولًا". أعرف أنّها الجملة الكليشيه الأشهر، لكنّها الأقل فعاليّة في الحقيقة لأنّ لا أحد يعطيها ما هو أبعد من القول، ثمّة فعلٌ حازم عازم يجب أن يرتبط بتلك الجملة، " أنا أولًا".

أحيانًا أفكّر في الأحلام البعيدة المدى، أو البعيدة الصدى، أو حتّى البعيدة بذاتها، ويفاجئُني صوت خفيت للأمل: يُمكن للأشياء البعيدة أن تقترب أحياناً، يمكن للأشياء أن تحدث.

قبل ولادة "آية"، كانت عمّتي تزور أخصائيّين ودكاترة واستشاريين، وأجمع الجميع على استحالة الحمل، قالوا لها: "احمدي ربنا معاكِ اتنين، إنسي الموضوع". لكنّها لم تنسه. لا طالما تمنّت أن تلد بنتًا، وكان لها من اليقين ما يكفي لأن تحمل في " آية " بعد بضع شهور من آخر زيارة لأخصائيّة أجزمت ألّا أمل.

هذا الأمل الرقيق الذي ظلّ يداعب دعاءَها، "خيّب ظنّهم يا رب " كانت تقولها وهي تعرفُ أن شيئًا ما ينتظرها رغم إستحالة التحقيق. أسمتها " آية " مصادفة، واكتشفت لاحقًا أنها معجزة، وأن الإسم لم يكن مجرد صدفة.

أحبّ أن نضع في القائمة خططًا منطقية، لكن لا بأس أحيانًا بحلمِ ورديّ واحد في كل قائمة، حلم يجعل التحقيق لحظة عظيمة كأنّها الوصول للنشوة، ويجعل اللا تحقيق لحظة عاديّة من الحزن يمكن نسيانها بكوب من الشاي وجلسة مع الأصدقاء.

-

233/365


تعليقات

  1. صباااح الخير ... أنا هنا... لا أضع خططًا على الإطلاق .. ولا قوائم شراء أو قراءة .. العمل فقط يلزمني بخطط شهرية أنجح في كسرها أحيانا

    ردحذف
    الردود
    1. كنت كده جدًا، لحد ما اكتشفت ان حياتي بتبقى أكثر تنظيمًا بالخطط، حتى لو خطوط عريضة بس..

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا