240: " أنا زنخة؟! "



كيف للحبّ أن يكون لغة رسميّة إلى هذا الحدّ؟وكيف يتشارك البسطاء في حيواتهم مهما ابتعدت أراضيهم وتوزّعت بيوتهم ما بين الأزقّة والحارات ذات المشاعر المُولَّهة؟!

أنا زنخة؟قالتها بلكنةٍ غريبة وهي تُمسك هاتفها الموضوع على أذنها، " أنا زنخة؟!" عادَتْها بذات اللكنة التي جعلت صوت الخاء ليس صافيًا وممزوجًا بصوت حرف الكاف فسُمعت " أنا زنكة؟"

هذه علاقة حبّ بين طرفين غير متكافئين يُمارس فيها الرجل طفولته المبكَرة وتكون فيها فتاة قادمة من أفريقيا لا تُخطط  إلىالعودة مفعمة بالأمل لأَن يتزوجها رجل عربيّ، فتتعلم اللغة لكن بلكنة تعود إلى تكوينها.

الحبّ، كلمة عجيبة، تحمل أحيانًا كراهيةً في طيّاتها، وتتشابه من خلاله أنفسٌ كثر، وبلاد كثيرة، أعني بإمكانك أن تحبّ بلدين يُشعرانك بذات الشعور فيتشاركان في فؤادك وبإمكانك أن تُحبّ شخصًا حتى وإن قال لك " يا زنكة " وتكره كل من يقول عنه " هو الزنخ ". هذه علاقة متواترة وكاملة. وهذه هي اللغة الكاملة.

-
الآن أكتب هذه التدوينة وأنا على يسار الأردن ويمين فلسطين ( تحديدًا إيلات )، ورغم ما تصيبني به حركة الأمواج من توتّر في المعدة إلا أنني أنظر إلى إيلات دون أن أتناول دواء دوّار البحر.

-

240/365

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا