245: نعم للسفر..


إن لقاءاتنا الغير متوقعة بأشخاص يحملون عيونًا عميقة هو متعة الحياة الحقيقة، ولأن السفر يغوص في أعماق الروح ويعلّمك التفكّر فيما هو أبعد من المشاهدات والنُصب للتعمّق في القصص المختبئة في الحوائط وبين صفوف الناس أخرج منه كل مرّة لي قلب جديد.

كل ما أسعى إلبه في سفري الولوج للقصص التي لا يعرف عنها أحد، القصص التي تحمل دفئًا لسنين، الوجوه التي تنقل التاريخ والهدوء والمحبة، أحبَ أن أتعمَق جيّدًا فيها وهي ما تجعل انتهاء السفر لحظة منزوعة السعادة ليس لأن الرحلة انتهت بل لأن وجوهًا مميزة قد لا تتقابل مع وجهك مجدداً وأن شوارعًا مُحمّلة قد لا تسمح لك بالسير فيها مرّة أخرى.

الرحلة التي تبدؤها أنتَ وتُنهيها مُحمّلاً بالرضا هي رحلة قادرة على تغييرك من العمق، وأن تمسّ فيكَ مكامنًا مطمورة وأن تحيي فيكَمومياءاتٍ جفّفها طول السنين.

في كل مرّة ركبت فيها الطائرة لمكان اخترته، كانت تلك المرّة التي جعلت منّي شخصًا أفضل، بل وجعلت منّي شخصًا آخر عن نفسي،شخصًا يوازي نفسي، يشبهه لكن لا يُطابقه، يسيرُ معه في ذات الإتجاه لكن من منحنى جديد مُكتشف.

نعم للسفر، مهما كلّف الأمر..

-

245/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا