248: هذا جبلي..

كلما مررتُ بسرير بابا ثنيت ركبتي وقبلته على جبينه. ولا أعلمُ من أين يأتيني الهلع كلما نظرتُ لوجهه النائم. أكره فكرة الهلع لأنّها تُذكرني بالوقت، الوقت الذي لن ترتاح عقاربه حتى تمرّ.

بابا، يمكنني قراءة الخوف في عينيك ممتدًا على هيئة جمل تُسلّم جمل، خوفٌ مصطفّ ومتراص كصفوف الجيش الأولى، أقرأ كل ما تفكر فيه من عينيك، وأعلم أنك تحاول جاهدًا إخفاءه، لكنني ابنة الحدس، ابنة العيون الصادقة واستقيتُ ما أعرف مما علمتني دون وعي منك. 
وإنه لأمر اعتيادي ملاحظة هذا الخوف، لطالما كنت قلقًا، لطالما زارك الأرق والأفكار المتلاطمة ليلًا، لطالما كنت هذا الأب الحنون الخائف، لطالما كنت هذا الرجل، لكن للمرة الأولى أرى الخوف يعلو ويعلو ويعلو.

يؤذيني الحديث في هذا الأمر، لأنّك في عالمي الجبال جميعها يا بابا ولست جبلًا واحدًا، فكيف للإنسان أن يتحدث عن صدع مرئي في جباله؟! كيف؟!

-

248ِ/365


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا