249: ما بعد القشور..

لماذا تتلاقى أرواح بعيدة جدًا في مكانٍ لا يتشاركه كلاهما؟ هذه الفرص الضائعة التي تُشبه الدقائق الأخيرة من كل مباراة، غالبًا ما تجعل الحياة لعبة شيّقة، قاسية لكن تستحق أن تُعاش.

عندما أعود للوراء، أعني بضع سنين للوراء عندما كنت بعدُ بشعارات رنّانة وفلسفة فارغة، أشفق على نفسي. كيف نظرتُ للأمور بكل هذا الضيق والظلم وثقل الظل، كيف قولبت كل شيء في إطار لا ثاني له، وكيف رتبت الأوراق بترتيب لا احتمالية فيه لبعثرة ريح أو نسمة هواء، كيف فعلتها بكل هذا الثبات؟!

الخسارات التي توالت كانت فادحة. مواقف كانت تستحقّ مني لحظة نظر لما هو أبعد من القشرة، مواقف كانت تريد لي أن أتزحزح عن مجدي لأتمعّن سلّم الوصول لا القمة، كانت خسارات يمكن تفاديها لولا ثقتي الجوفاء في نفسي. لن توجد خسارات لو لم توجد الحياة ولولا الحياة لما وُجد الندم. الحياة سلسلة سريعة من المكاسب والخسائر ولا شيء قادر على جعلها تتوقف عن الحدوث، وهذا ما دفعني للحظات الرمادية، بعثرة الأوراق وإعادة النظر فيها، ماذا لو لم أعِد ترتيبها؟ بعض الكوارث؟ لا بأس. ففي كل الحالات ثمّة كوارث على بعد سنتيمترات من وجهك، يمكن لها أن تنفجر في أيّة لحظة.

تخليت عن كل ما لُقنته وبدأت طريقًا علّمت فيه نفسي بنفسي، وعلّمتني فيه التجارب ما يجب أن أختار.

-

249/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا