254: هكذا يتحدّثُ بيتنا..
لبيتنا موسيقى تصويرية، هو صوت معلقي مباريات الدوري المصري. وأكاد أسمع أصواتهم تقفز من مخدّات الأريكة ومع أزيز المروحة في الصيف، في كل مرة أفتح فيها باب الشقة وفي كل مرة أُغلقه خلفي. أسمعها مع مكالمات بابا وأثناء وقوف ماما في المطبخ لتضع لمستها الأخيرة على الملوخية.
وترتبط أصواتهم عندي بحدثين مُهمّين، أولهما المباراة النهائية لكأس أفريقيا في مصر ٢٠٠٦. وكما تعملون من تدويناتي السابقة علاقتي بكرة القدم كانت على ذات الحماس من علاقتي بالعرائس المُبهرة والطيّارات والسيّارات المجنونة. أخبرتني أختي ذات يوم أنني كنت مهووسة بتكسيير الألعاب، فلم تدم لي لعبة. وأنني دائمًا ما كان يثير جنوني كيف تعمل وعلامَ تحتوي، بينما كانت أختي تحابي على ألعابها وتحافظ عليها. في كرة القدم، عرفت الأدرينالين، عرفتُ كيف يجتاح الكيان كما يجتاح البركان غابة.
في ١ فبراير ٢٠١٢، شهدتُ الشيء الذي لم أرغب في شهادته، كنا جميعًا متسمّرين أمام شاشة التلفاز نبكي، جميعنا نبكي. هذا ما أعتبرته آخر عهدي بكرة القدم وإن كنت حاولت مؤخرًا أن أهتم بمصر في كأس العالم، لكنني فشلت. لم يعد يسري في غابتي احتراقات أدرينالين كرة القدم بعد ذلك اليوم.
كلما هاتفني أبي، سمعت صوت معلّق يأتي من مكان ما كما لو كان بابا يجلس في المدرّج بينما يتوسّط الأريكة متممدًا ومتلحفًا بغطاء خفيف لأنّه سينام في الدقيقة العشرين على أكثر تقدير، لكن لعجائبية الأمر يعرف النتائج كلها. بعد فبراير ماعاد أبي يحبّ فريقًا أكثر من اللازم، رغم أنّه أهلاويّ صريح، إلا أنّ شيئًا انطفأ عنده كما انطفأ عندي بعد ذلك اليوم. لا أستغرب، فقلبي الذي نشأ على كرة القدم استقى الحبّ منه، فإذا جفّ حبّه جفّ حبّي.
فاجئتُ نفسي البارحة وأنا أفتح قناة رياضية فقط ليصدح صوت المعلّق الرديء في جنبات المنزل وأنا أحضّر الغداء. بدا كصوت الطمأنينة لي..
-
254/365
وترتبط أصواتهم عندي بحدثين مُهمّين، أولهما المباراة النهائية لكأس أفريقيا في مصر ٢٠٠٦. وكما تعملون من تدويناتي السابقة علاقتي بكرة القدم كانت على ذات الحماس من علاقتي بالعرائس المُبهرة والطيّارات والسيّارات المجنونة. أخبرتني أختي ذات يوم أنني كنت مهووسة بتكسيير الألعاب، فلم تدم لي لعبة. وأنني دائمًا ما كان يثير جنوني كيف تعمل وعلامَ تحتوي، بينما كانت أختي تحابي على ألعابها وتحافظ عليها. في كرة القدم، عرفت الأدرينالين، عرفتُ كيف يجتاح الكيان كما يجتاح البركان غابة.
في ١ فبراير ٢٠١٢، شهدتُ الشيء الذي لم أرغب في شهادته، كنا جميعًا متسمّرين أمام شاشة التلفاز نبكي، جميعنا نبكي. هذا ما أعتبرته آخر عهدي بكرة القدم وإن كنت حاولت مؤخرًا أن أهتم بمصر في كأس العالم، لكنني فشلت. لم يعد يسري في غابتي احتراقات أدرينالين كرة القدم بعد ذلك اليوم.
كلما هاتفني أبي، سمعت صوت معلّق يأتي من مكان ما كما لو كان بابا يجلس في المدرّج بينما يتوسّط الأريكة متممدًا ومتلحفًا بغطاء خفيف لأنّه سينام في الدقيقة العشرين على أكثر تقدير، لكن لعجائبية الأمر يعرف النتائج كلها. بعد فبراير ماعاد أبي يحبّ فريقًا أكثر من اللازم، رغم أنّه أهلاويّ صريح، إلا أنّ شيئًا انطفأ عنده كما انطفأ عندي بعد ذلك اليوم. لا أستغرب، فقلبي الذي نشأ على كرة القدم استقى الحبّ منه، فإذا جفّ حبّه جفّ حبّي.
فاجئتُ نفسي البارحة وأنا أفتح قناة رياضية فقط ليصدح صوت المعلّق الرديء في جنبات المنزل وأنا أحضّر الغداء. بدا كصوت الطمأنينة لي..
-
254/365
صوت الماتشات زمان شوية قبل ما ربنا يفتح عليهم ويجيبوا الكاميرات الHD لما كنا بنخمن مكان الكورة وهوية اللعيبة في وسط مجموعة pixels خضرا 😀 وموسيقى نهاية الماتش وتتر "نقلتها لكم الوحدة الخامسة إخراج ابراهيم نصر" وموسيقى برنامج الكاميرا في الملعب والكاميرات اللي بتتهز في أي حدث كروي بدون سبب واضح في ما يبدو نوع لي دلوقتي كنوع من أنواع إضفاء الواقعية على ما كان ممكن اي حد معدي يفتكره بسهولة ماتش Playstation 😂
ردحذفالله! قريتها للمرة التانية وتخيّلت.. شكرًا..
حذف