255: شاهدٌ.. ما شافش حاجة
اليوم أنهيتُ قراءتي لكتاب إيمان مرسال الأخير "في أثر عنايات الزيات"، والذي رافقني شهرًا كاملًا رغم قلة صفحاته. ويا له من عمل بديع!
إنّ العلاقة التي نشأت بين إيمان وعنايات لم تُحكَ بأكملها، ثمّة جزء تكون في الفؤاد لم يدرِ به أحدٌ سواهما. اليوم، باتت الشواهد تُمثّل لي جزءًا كبيرًا من روح الإنسان لا رفاته، هذه الشواهد التي تحمل اسمه وعائلته وميلاده كما وفاته هي مادة ثبوتية، طمأنينة للسير الطبيعي للأحداث. (هذا الجسد المُلقى في التراب يعنينا وهذا اسمنا على الشاهد، فنم معنا)، لكنّ هذا ما لم يحدث مع عنايات. هذا ما جعلني أتذكر ما قالت مِرسال في حفل توقيعها في مقرّ دار (الكتب خان): " ساعات كنت بحسّها بتبعتلي علامات مخصوص، كإنّها كانت عايزاني أوصلها". فوصلت.
لم أتجرّأ يومًا على زيارة قبور من أُحبهم، ولو زارتني الفكرة يومًا قطعت عنها الزيارة لشهور. أعتقدُ أنني غير قادرة على استيعاب مدى ضيق الحياة ومدى اختزالها في مكان بارد كهذا. لا أقدر على التسليم بكيفية الحدث ولا بأبعاده ولا بما كلّفني حدوثه، لا أستطيع تخيّل حجم الخسارة في كل مرة!
وقفت إيمان مرسال أمام الشاهد وبكت، وحدها مع عنايات الزيات، وهذا ما تحكيه في كتابها الذي لن أقتبس منه لأنني أريد للجميع أن يعايش جمال هذا الحرف بمفرده، وأن يقرأ هذه الحالة البديعة بين روحين جمعتهما الصدفة متفرّدًا بها. إنّ ذلك يجعلني أؤمن بمصادفة ١١:١١ التي دائمًا على ما تقع عليها عيني، كأنّها رسالة أو حدث.
ثمةّ عوالم بعيدة، عوالمٌ قد تتصافح فيها الأرواح لتعزم الآخرين على فنجان من القهوة ساردةً لهم تفاصيل ما حدث. قد لا يكون فنجانًا تمامًا، لكنّهم لا ينسوون الضيافة.. ثمّة عوالم لا تهدأ ولا تنام..
-
255/365
إنّ العلاقة التي نشأت بين إيمان وعنايات لم تُحكَ بأكملها، ثمّة جزء تكون في الفؤاد لم يدرِ به أحدٌ سواهما. اليوم، باتت الشواهد تُمثّل لي جزءًا كبيرًا من روح الإنسان لا رفاته، هذه الشواهد التي تحمل اسمه وعائلته وميلاده كما وفاته هي مادة ثبوتية، طمأنينة للسير الطبيعي للأحداث. (هذا الجسد المُلقى في التراب يعنينا وهذا اسمنا على الشاهد، فنم معنا)، لكنّ هذا ما لم يحدث مع عنايات. هذا ما جعلني أتذكر ما قالت مِرسال في حفل توقيعها في مقرّ دار (الكتب خان): " ساعات كنت بحسّها بتبعتلي علامات مخصوص، كإنّها كانت عايزاني أوصلها". فوصلت.
لم أتجرّأ يومًا على زيارة قبور من أُحبهم، ولو زارتني الفكرة يومًا قطعت عنها الزيارة لشهور. أعتقدُ أنني غير قادرة على استيعاب مدى ضيق الحياة ومدى اختزالها في مكان بارد كهذا. لا أقدر على التسليم بكيفية الحدث ولا بأبعاده ولا بما كلّفني حدوثه، لا أستطيع تخيّل حجم الخسارة في كل مرة!
وقفت إيمان مرسال أمام الشاهد وبكت، وحدها مع عنايات الزيات، وهذا ما تحكيه في كتابها الذي لن أقتبس منه لأنني أريد للجميع أن يعايش جمال هذا الحرف بمفرده، وأن يقرأ هذه الحالة البديعة بين روحين جمعتهما الصدفة متفرّدًا بها. إنّ ذلك يجعلني أؤمن بمصادفة ١١:١١ التي دائمًا على ما تقع عليها عيني، كأنّها رسالة أو حدث.
ثمةّ عوالم بعيدة، عوالمٌ قد تتصافح فيها الأرواح لتعزم الآخرين على فنجان من القهوة ساردةً لهم تفاصيل ما حدث. قد لا يكون فنجانًا تمامًا، لكنّهم لا ينسوون الضيافة.. ثمّة عوالم لا تهدأ ولا تنام..
-
255/365
تعليقات
إرسال تعليق