261: لم أنا هنا اليوم؟!

في كل صباح، أراجع أوراقي، لمَ أنا هُنا اليوم؟

" تاريخ العلمة هو نقل الدِّين إلى الملّة. بيّن التهانوي -ويُستأنَسُ في هذا كذلك بالمُعلِّم الثاني*- تمايز الدِّين عن المِلّة. الدِّين منظور الله؛ والمِلّة منظور البشر. ليس لله ملة؛ وليس للبشر دين. الدِّين في المُطلَق؛ والمِلّة في التاريخ. الدِّين في المُثل؛ والمِلة في الواقِع." كان أول ما قرأت في الصباح عند عبّاس براهام في حسابه الشخصي على تويتر. والذي لم أكن لأقرأ له الآن لولا ترشيحات الغُرباء الذين أتابعهم على تويتر والذين لسبب ما أصبحت أشعر أنهم لم يعودوا غرباء بعد الآن. بادىء معرفتي باللفظين كانت في الشوارع المصرية عندما سمعت : " لما مزبطش معايا قمت سبّتله مية ملّة ودين"، هنا أدركت أنهما معنيانِ مختلفان، لكنني ما عرفتُ الغاية. ثمّ اليوم، فقط اليوم، وبالصدفة، عن طريق براهام، عرفتُ أنّ الملّة للبشر وأن الدّين لله. هكذا ببساطة. هذا التحليل يوائم ما اقتنعتُ بِه دومًا، بأن ثمّة شكل إنسانيّ جديد للدين في بيتِ كل شخص، ومع تكوين كل إنسان، الدين الذي ينبثق من الله إلينا، والذي لعِظم الحالة نراه في كل تفصيلة في الكون، ليس ما نراه فيما يرتدي الناس وما يعلّقونه حول رقابهم أو حتّى يَعلقون به داخل أدمغتهم، هو أمر أبعد من حدود الحدود. والآن أفكّر، "إن كنت تسبّ الملّة فكيف بربّك ستسبّ الدين؟" ونسيتُ لم أنا هنا اليوم.. - * المعلم الثاني: يُخيّل لي أنّه يقصد الفارابي. - 261/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا