262: وحيدة في ضياعٍ جمعي..

لن أتحدّث عن الضياع، سأجعل التدوينة عن أي شيء سوى الضياع. من حسن حظّي أنني على قدر من السلطة يُمكّنني من اختيار متن التدوينة، هذه هي السلطة الوحيدة التي أملكها هذه الأيام.

إن عالمي الذي في رأسي، حزين وموحش كآخر دقيقة في مباراة هزيمة. كيف يمكن لعالم في رأسي أن يكون هادئًا؟ أن ينعم بما يجب له أن ينعم به حتّى وإن لم يكن يستحقّه؟ كيف يُمكن لهذا العالم أن ينتهي؟

إنّ اللحظة التي نُدركها بعد الإدراك، وردّ الفعل الذي كان يجب له أن يكون ردًّا لا أن يغدو انتظارًا، والمسافات التي نعرفها بعد أن تُقطع لأننا خلال الرحلة لم نكن نشعر بالوقت، وعليهِ لم قادرين على تحويل المسارات العديدة لطريق واحد سهل من اختيارنا، هي لحظاتٌ تُعذّبنا حتى وإنْ بدت حكيمة. أتكلم بنون الجماعة وأنا وحدي التي تقف في المعاناة، وكأنني أقفز من أضلاع نفسي لحضن المجموعة علّني أشعر بالونس في الضياع الجمعي لكنني أعرف، أعرفُ حقيقة الأمر -وإن كان في كياني أمل أبله أن يحضنني الجمع الضائع فأجد نفسي-. أعرفُ أنني أقفُ بمفردي في مواجهة الوقت، وأنّ الوقت، إن لم يقتلني، سيُحييني.

يبدو لي هذا حديث عن الضياع في نهاية الأمر، أليس كذلك؟!

-

262/365

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا