266: لقاحٌ موسمي ضد الإكتئاب وأوجاع الروح
في المستشفى، يدّعون المعرفة، ويدّعون النشاط ويدّعون الرضا. لا شيء مما أراه هنا حقيقيًّا، لا شيء مما أراه هنا من الممكن أن يكون حقيقيًّا، هذا الهراءُ حتمًا تصنعه الأفلام وتنسجه خيالات كاتب، لا الواقع!
لكم هي جليّة للعين مُحاولاتهمّ! يبذلون جهدًا مُضنيًا في الهباء ثمّ يصدّقون الهباء للحد الذي يستغربون فيه أنّه بنفحة هواء ناعمة، يتطاير بعيدًا. أقفُ كل صباح في قلبي حزنٌ شريد، ماذا فعلتُ بنفسي بحقّ السماء! ولم ما زلتُ أقفُ هنا، وعلى عكس الأغلبية في هذه البقعة، تُحيطني الواقعية وأُدرك عِظم الفراغ الهائل والمعاني المجوّفة من عمقها.
يحقنون الممرضات بمصل ضد الإنفلونزا، في يناير! ثمّ الكثير من الصور، وهم يقفون، وهم يتحدّثون، وهم يحقنون المصل طبعًا " لزوم الشو "، ثمّ وهم يضحكون بجدّية لأنّهم " دكاترة "، ثم وهم يحاولون الولوج لصناعة المجد بينما المشفى بائسٌ حدّ التهالك. أيّ مصلٍ هذا بربّكم! أظنّ أن الجميع هنا بحاجة لمصلِ اكتئاب، تركيبةٌ تقي عنّا الأحزان الصباحية المصاحبة لدخول هذا المكان الذي يعجّ بالعيون الحزينة والألسنة السليطة التي حتمًا لم تُخلق سليطة لكنّ الزمن علّمها كيف تكون.
"لقاحٌ موسمي للإكتئاب وأوجاع الروح" يكون هذا اسمه. يُطعّم به الناس في نهايات ديسمبر، مع بداية كُل عام، على ألحان موسيقى هاني شاكر أو تامر عاشور، فتعملُ هذه الأغاني كأجسامٍ مضادة لتزيد من قوة مناعة الإنسان ضد الحزن المدقع. ألا نجدُ شركة قادرة على تصنيع هذا الّلقاح علّها تنقذنا نحنُ والجميع من هذه المأساة؟!
-
266/365
لكم هي جليّة للعين مُحاولاتهمّ! يبذلون جهدًا مُضنيًا في الهباء ثمّ يصدّقون الهباء للحد الذي يستغربون فيه أنّه بنفحة هواء ناعمة، يتطاير بعيدًا. أقفُ كل صباح في قلبي حزنٌ شريد، ماذا فعلتُ بنفسي بحقّ السماء! ولم ما زلتُ أقفُ هنا، وعلى عكس الأغلبية في هذه البقعة، تُحيطني الواقعية وأُدرك عِظم الفراغ الهائل والمعاني المجوّفة من عمقها.
يحقنون الممرضات بمصل ضد الإنفلونزا، في يناير! ثمّ الكثير من الصور، وهم يقفون، وهم يتحدّثون، وهم يحقنون المصل طبعًا " لزوم الشو "، ثمّ وهم يضحكون بجدّية لأنّهم " دكاترة "، ثم وهم يحاولون الولوج لصناعة المجد بينما المشفى بائسٌ حدّ التهالك. أيّ مصلٍ هذا بربّكم! أظنّ أن الجميع هنا بحاجة لمصلِ اكتئاب، تركيبةٌ تقي عنّا الأحزان الصباحية المصاحبة لدخول هذا المكان الذي يعجّ بالعيون الحزينة والألسنة السليطة التي حتمًا لم تُخلق سليطة لكنّ الزمن علّمها كيف تكون.
"لقاحٌ موسمي للإكتئاب وأوجاع الروح" يكون هذا اسمه. يُطعّم به الناس في نهايات ديسمبر، مع بداية كُل عام، على ألحان موسيقى هاني شاكر أو تامر عاشور، فتعملُ هذه الأغاني كأجسامٍ مضادة لتزيد من قوة مناعة الإنسان ضد الحزن المدقع. ألا نجدُ شركة قادرة على تصنيع هذا الّلقاح علّها تنقذنا نحنُ والجميع من هذه المأساة؟!
-
266/365
تعليقات
إرسال تعليق