267: الصبر المؤجّل..

في كل مرّة فقدتُ فيها الأمل في نفسي، كافئني الصبر المؤجّل كمن أمسك بمعصمي قبل أن أدبر عنه في طريق اللامبالاة والملل المُجحف.
في كلّ مرة يقول لي الصبر: قفي، اليوم أردّ لكِ ما صنعتِ. 
يصيبني فزع كبير، وأتذكّر تميم وهو يقول " الصبر بس أما يخلص يبقى صبر جميل ".

في بدايات الألفيّة، كنتُ في المدرسة الإبتدائية، وكانت -على عكس المتوقع- مرحلة بديعة من حياتي. وعلى قدر ما تجود به الذاكرة، كنت عنيدة، لكن مطيعة. أعني بإمكاني أن أتحاور لساعات عن رغبتي في الذهاب لعيد ميلاد صديقتي نور، ويمكنني كذلك استقبال الرفض في غرفتي بمفردي وأنا أبكي بالساعات.

عندما بدأتُ بالتعرّف على الصبر، كانت علاقتنا مُزرية. صدقًا مُزرية. وكنتُ دائمًا ما أطلب من الله أن يعطيني ما أريد الآن "عشان أنا معنديش صبر يا رب". أما الآن، فبالدرس الأصعب، عرفتُ سبيل الصبر مُرغمة، وعرفتُ ما بتّ أردده دائمًا " الصبر بس أما يخلص يبقى صبر جميل"، فصبرٌ جميل.



-

267/365


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا