269: لما رأيت البئر..

لما رأيتُك تسكبين رأسك في بئر، علمتُ ما أنتِ.
وجدتك خائفة كما لم يخف أحد من قبل. تهزئين بالحياة كما هزأت هي بكِ قبلًا. وشعرتُ أن الحرج اللي في صدرك ليس من الهينة في شيء، وإنما قنبلة تنفجر بملامسة الهواء. إلامَ تنتمين؟ للعمق السحيق أم للماء الساكن الهادئ؟ لحركة الإمتلاء والتفريغ المتتابعة؟ لسطل الماء الذي يزيح عن نفسه ثقله أم للسطل الذي يزيح عن البئر همّه؟ أم.. لي؟ إن كانت أسئلتي على قدر من الجور فقوّميني! أحاول فقط أن أفهم ما عجزتُ على فهمه، وما سأعجز -غالبًا- عن فهمه.

لما رأيتُ البئر اليوم، تذكّرتك، فأخذتُ سطلًا فارغًا ورحتُ أملؤه.

-

269/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا