277: كرسيّ في الأوبرا..

أنتَ تقرأ أفكاري في صمت، بينما يقرؤوها الآخرون بجهارة لا أحبّها. يمكنني أن أكون كتابًا مفتوحًا، أو شبه مفتوح، فقط عندما يهدأ العالم من حولي، فيغدو صوت نفْسي واضحًا. أنا لا أنبهر، ولا أنهار، ولا يخرج عني سوى ما أردتُ له الخروج. وأعلمُ أنّه يصعُب فهمي، لستُ أسهلَ نوعٍ للفكرة، ولستُ أنعم نوعٍ من البشر، لكنني أحاول أن أكون كما أنا إلا أنّ أنا ليست كأنا التي تختبىءُ بداخلي.

في الرحلة البعيدةِ عن كل هذا الضياع، ثمّة كرسيّ ينتظرني، في قاعة أوبرا مثلًا أو غرفة عيادة نفسية، عاد الضياع ليُمسك حبل أفكاري. لا لا، في الرحلة البعيدةِ عن كل هذا الضياع، ثمّة كرسيّ ينتظرني، أجلس فيه مِلء مكاني، لا أتزحزح عن يميني قليلًا ولا عن يساري قليلًا، ألبس شيئًا أحبّه تمامًا، أضع وردةً أزهرت عن صبّارة صغيرة، أتمّعن جيّدًا في الأضواء فلا تُرهبني قوة سطوعها، وأتمّعن تمامًا في الوجوه فلا أخاف أن تفضحني عيوني، وأتمّعن جيّدًا في القلوبِ وما يحدث خلف الكواليس دون أن أستحي من فِهمي.

في الرحلة البعيدةِ عن كل هذا الضياع، سأتخلّص من أحمال قلبي، واحدةً تلو الأخرى، لا تأجيل ولا تسويف ولا انتظار. سأقول ما يخطر ببالي بفلترة ناعمة خاطفة لا داعي لأن تستمر لسنين. سأكون بسيطةً كما يجب للإنسان أن يكون. 

-

277/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا