278: فجأةٌ اختفى، وفجأة وُجـِد..

تمامًا قبل خروجي، أدركتُ أن الساعة ضائعة. حاولت البحث عنها لكن حاصرني الوقت - الذي ما كنت قادرة على تقييمه تمامًا لغيابها- فنزلت على عجالة.

عندما عدت إلى المنزل، أشحت عن رأسي حجابي، ونظرتُ لرموشي التي تتساقط بشكل لافت. ثم فجأة لم أجد الحلق الثالث. أين سقطت البرّيمة فسقط معها الحلق تباعًا يا ترى؟ أحجامهما الدقيقة ستصعّب علي عملية البحث.


أبحث عن "التوكة" المخصصة لشعري، لونها زهري وحجمها صغير وتناسبني تمامًا، لكنّها اختفت. كانت أمامي على السرير منذ عدّة دقائق. ماذا يحدث الأن!!

في الصباح التالي، صاحبني هوس من أن أخسر حلقًا آخر، فتأكدت من ثباته في البرّيمة، إلا أنني وجدته ثابتًا في أذني دون البرّيمة، كيف؟ لا أعلم. يا لهوي. كل ما أعلمه أنني فقدت حتى اللحظة برّيمتان وحلق طبّي أحبّه، توكتي المفضلّة والساعة الجديدة وجزءًا من قلبي!

قررتُ أنني لن أنزل إلى العمل هذا الصباح، حادثتني عمّتي بنبرة انتصار أموميّ أعرفه: "إنتِ ناسية الساعة عندنا؟" قلت: "يااه، أخيرًا تذكّرت من أين تأتيني خيالاتٌ بأن الساعة على طرف حوض ما لأنني خلعتها عند الوضوء! أخيرًا! ".

أغلقتُ المكالمة، ثم تناولت إسدال الصلاة لأصلّي صلاة الصبح متأخرّة، فسقطت منها توكتي المفضلة على الأرض. "أين كنتِ يا مفصوعة" هكذا أنّبتُها.

وعندما جعلتُ أقوم من وضع السجود لمعَ بجنبِ عيني شيء، عاودتُ النظرُ ريثما أنهيتُ الصلاة، فكانت البرّيمة. أين الحلق يا قليلة الأصل!

في الليل، كان النوم على الباب، فنفّضتُ له الغطاء والبطانيّة وأزلتهما عن السرير ثم وضعتهما ثانية من باب تجديد الهواء بداخلهما، لكنني وجدتُ حلقي الثالث يطير في الهواء ملوّحًا لي بيديه الناعمتين: "ها أنا هناااا".

لا أعلم ما حدث حتّى اللحظة، لكن رجاءً إن كانت برّيمتي الثانية على تواصلٍ مع الآخرين، فأنا أتمنّى منها الظهور هي الأخرى، لأنّ الجزء الضائع من قلبي على كل الأحوال يستحيل العثور عليه.

-

278/365

تعليقات

  1. تحديث:

    صباح اليوم، أي بعد كتابة هذه التدوينة، كنتُ أتجهّز للتوجّه إلى العمل، وبينما ألبس طبقاتٍ كثيرة من الصياب، وجدتُ البريمة الثانية أقصى يميني عند طرف الدولاب. عجيب!

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا