289: يا للجدّية!
أنا لستُ جديّة بشأن هذا الحزن؛ بإمكاني الضحك بصوت عالي، بإمكاني الركض لمسافات طويلة باتجاهٍ أهبل فقط لكي أبدو وكأنني أتجه لشيء ما، بإمكاني الرقص لساعات دون ملل لكن حتمًا بكلل، بإمكاني الإستيقاظ صباحًا، وضع الشاي على النار وفرد الجبنة (الكوبايات) وفوقها شريحة من الجبنة الرومي واللانشون بداخل شطيرتيْ توست فريش على أنغام عزف الجاز الرائق، بإمكاني التفلسف لساعات وبإمكاني أن أمارس -ولو زورًا- دور أخصائيٍ نفسي فقط لأنني أقدّم أذنًا منصتة وقلبًا مهتمّ، بإمكاني أن آكل وآكل وآكل حتى أشعر بهرمون السعادة يستنجد بي، بإمكاني أن ألفّ الشوارع في الشتاء تحت المطر وأن أحفظ الأزقّة وأنا لا أحفظ شيئًا وألا أخاف من المجهول ومن التجربة ولا من أن أثق -ولو قليلًا- في الـ GPS، بإمكاني أن أتأنّق وأضع مساحيق التجميل وأن أتعطّر بمهارة دون أن يبدو العطر سخيًّا ولا شحيحًا، بإمكاني أن أحافظ على ثبات عيوني - لكنني دائمًا ما أفشل في السيطرة على رجفة يدي-، بإمكاني أن أطيل البقاء في الحمام دون أن يعتقد أحدٌ أنني أبكي، وبإمكاني قصّ شعري دون تردد، هممم يا للهول، بإمكاني القيام بكل هذه الأشياء فقط لأثبت أنني لستُ جديّة بشأن هذا الحزن!
-
289/365
-
289/365
تعليقات
إرسال تعليق