290: سرقت عمري..

" لمّا " سرَقتْ عمري. هذا ما اكتشفته أثناء قرائتي لكتاب اليوم. كنتُ أجلسُ وأمامي الشارع بامتداده، يسير الناس على جانبيه محاوليين تفادي لفحة البرد الشديدة ليغطي بعضهم وجهه بالشالات الشتوية الثقيلة وبعضهم بيديه، النخلات المزروعة على طول الشارع تنظر باتجاهٍ واحد لكنها شامخة ما زالت، من يركبون الموتسيكل يبدون أكثر معاناة ممن يسيرون على أقدامهم، أفكّر فيمَ يمكن أن يكون غداءًا خفيفًا شهيًّا يلائم ما أحتاج إليه تحديدًا -وهو الذي لا أعرفه بالمناسبة-. الآن فقط تذكّرت أنني لم أتناول وجبة الغداء أصلًا!.

" لمّا" سرقت عمري بشكلٍ لم أتخيله. أنا أؤجّل عمري لمِيعاد مجهول، وأخشى أن المعاد لن يأتي، وأنني إن وصلته يومًا لن يبقَ فيّ عمر لأعيش عمري. ورغم أني أعلم تمام العلم بسمتي التباطؤية في التعامل مع الأمور، إلا أنني ولأول مرة أُواجَه هذه النظرية التي تحتمل الصواب والخطأ بطلّة جديدة؛ أنا لا أتمهل، بل أتمادى في التمهّل حتّى تضيع اللحظة تمامًا وتتسرّب من بين أصابعي.

" لمّا " سرقت عمري، ولمّا سُرق عمري فزِعت!

-

290/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا