291: ها هو الطريق..
أتذكّرك، هذا الطريق يحمل عبَقَك.
* طريق القاهرة- دمياط في تمام الساعة ال ٢:٣٦ صباحًا.
" هيدا الطريق آخرته لحن حزين "، وأحيانًا لا آخر له.
" كل الطرق تؤدي إلى روما" وكذا ثقوب قلبي، تؤدّي إليك.
مرة رأيت طريقًا طويلةً إلى الشمس وأنا أسير باتجاه المنصورة، فنظرتُ جيّدًا حتّى تلاشى الزمان والمكان وشعرتُ أنني في حضن الشمس وهي كذا في حضني، دون أن تحرقني!
" هيدا الطريق آخرته لحن حزين"، وليس ما هو أجمل من الألحان الحزينة، واسأل تامر عاشور!
أستندُ إليك كأنني أقفُ وظهري مُثبّت من تلقاء نفسه بمسامير. قلتَ ما يشبه هذا ونحن في طريقنا للبيت سيرًا على الأقدام لما فاجئتني قطّة متوترّة بحركة فجائية، أسندت ظهري بكامل راحتك.
في هذه الأغنية التي سمعتها صدفة ذاك اليوم فتافيت ذكرى، ذكرى المشاعر التي لم تُنطق سوى لتعلّق القلوب من أعقابها. كان طريقًا مُظلمًا.
" هيدا الطريق آخرته لحن حزين. والسيجارة نسّتني نسّتني" فهل ننسى؟
المشي في مارس، ثمة حشائش خضراء تشقّ طريقها بين السيارات، تجور عليها أقدام المارة أحيانًا وأحيانًا ترحمها، تستعدّ الزهور لموسم الربيع الخانق، لكنّ المشي يبدو فكرة صائبة في شارع لا تتجاوز فيه كلاكسات السيّارات الحدّ المسموح للإزعاج.
تستوحشني الطرق التي لا أجد كتفك فيها، ولا تُسلّي يدك الطيبة يدي.
" هيدا الطريق آخرته لحن حزين "، على الأقل له آخر.
* طريق القاهرة- دمياط في تمام الساعة ال ٢:٣٦ صباحًا.
-
291/365
تعليقات
إرسال تعليق