294: اذكروا محاسن..
يُقال أن طاغيةً مات اليوم، أما أنا فلم يعتريني أية شعور على الإطلاق.
لطالما فاجئتني نفسي في مواجهة النهايات، وأثارت حفيظتي في كيفية التعامل مع اللارجعة. أعني، بإمكاني الخروج من علاقة عاطفية متخلّصة فيها من كل ذرة منه في كياني حتّى أنني أنسى ما كان يومًا شعوري تجاهه، ثم تتلاشى ملامحه تدريجيًّا من مخيّلتي وكأنّه أصبح في عداد الموتى، دون أن يكون الأمر مصحوبًا بكراهية أو غضب، اللاشيء فحسب. يمكنني الهروب من وظيفتي دون ذرة ندم على ما ضاع من الشهور المحتملة المتراكمة من المرتب أو من الصعود على سلّم الترقيًّات. يمكنني القيام بأشياء غريبة على صعيد شخصي، فماذا بموت شخصٍ لا نتلاقى أنا وهو سوى على صعيد اللاشيء؟!
لن ألتفّ على نفسي، ولن أنبش في صدري على أي ذرةٍ للغفران، لن أدّعي المثالية ولا الحيادية، ولا يعني هذا شيئًا على الإطلاق، فأنا لستُ الله لحسن الحظّ! أنا ابنة آدم الذي انهار أمام تفاحة! أنا كما يقول أحمد بخيت " الصوفيّ والشهوان عشّاقًا ومعشوقًا، أسير بقلب قدّيسٍ وإن حسبوه زنديقًا"، أنا -أحيانًا- لا أجد في قلبي قدرة للترحّم على الطغاة لكنني أجدها -وبقوّة - للترحم على المنهزمين والمُنتحرين والكفّار وبنات الليل، ففي ذلك ما هو أجدى وأكرم.
عزيزي الإنسان، هذه رحلتك، فاختر فيها ما ترضى لنفسك، و" حِلّ عنّا "..
-
294/365
لطالما فاجئتني نفسي في مواجهة النهايات، وأثارت حفيظتي في كيفية التعامل مع اللارجعة. أعني، بإمكاني الخروج من علاقة عاطفية متخلّصة فيها من كل ذرة منه في كياني حتّى أنني أنسى ما كان يومًا شعوري تجاهه، ثم تتلاشى ملامحه تدريجيًّا من مخيّلتي وكأنّه أصبح في عداد الموتى، دون أن يكون الأمر مصحوبًا بكراهية أو غضب، اللاشيء فحسب. يمكنني الهروب من وظيفتي دون ذرة ندم على ما ضاع من الشهور المحتملة المتراكمة من المرتب أو من الصعود على سلّم الترقيًّات. يمكنني القيام بأشياء غريبة على صعيد شخصي، فماذا بموت شخصٍ لا نتلاقى أنا وهو سوى على صعيد اللاشيء؟!
لن ألتفّ على نفسي، ولن أنبش في صدري على أي ذرةٍ للغفران، لن أدّعي المثالية ولا الحيادية، ولا يعني هذا شيئًا على الإطلاق، فأنا لستُ الله لحسن الحظّ! أنا ابنة آدم الذي انهار أمام تفاحة! أنا كما يقول أحمد بخيت " الصوفيّ والشهوان عشّاقًا ومعشوقًا، أسير بقلب قدّيسٍ وإن حسبوه زنديقًا"، أنا -أحيانًا- لا أجد في قلبي قدرة للترحّم على الطغاة لكنني أجدها -وبقوّة - للترحم على المنهزمين والمُنتحرين والكفّار وبنات الليل، ففي ذلك ما هو أجدى وأكرم.
عزيزي الإنسان، هذه رحلتك، فاختر فيها ما ترضى لنفسك، و" حِلّ عنّا "..
-
294/365
تعليقات
إرسال تعليق