306: تركتها لخيالي..

تتبّعت وجهه، وأصابني ما أصابني في كل مرّة تُفلح فيها توقّعاتي، نعم، تخيلته بهذا المنخاز المميز والبشرة الباردة والعينين الجليديتين. 

لا أعرفُ لمَ لا تعتريني رغبة في البحث عن ملامحهم، ربّما لأنني أحبّ أن أحفظ لهم خصوصيتهم، ربّما، إن قابلتهم صدفةً في الشارع، لن أرتبك ولن أرتجف، في الواقع سأتذكّر أغلب ما رغبت في قوله دومًا، وستزور كتبهم ذاكرتي فأشكرهم على الونس الذي قدموه لي في ليالي السكون الطويلة. 

عرفتُ رحاب بسّام ثم عرفت كيف تبدو ملامحها الناعمة الطيّبة من مقطع ڤيديو أرسله صديق لي تتحدث فيه عن تجربة الأمومة مع شريف ابنها -أو هكذا أتذكّر اسمه-، وكانت تلك لحظة جميلة كمن يقابل كاتبًا يحبه في لقاء صباحي جميل. ثم قفشت نفسي البارحة أبحث عن إبراهيم عبدالفتاح، بعد أن أنهيت ديوانه " صورة جماعية للوحدة"، وفاجئتني ملامحه، لم أتخيله هكذا تمامًا ولكنني لم أتخيل شيء بعيدًا عنه كذلك، ورغم أنها لحظة استكشافية هائلة، فقد زادها هولًا أنني عرفت أنّه كتب " لما الشتا يدقّ البيبان" لعلي الحجار وهي من أكثر ما غنى الحجار قُربًا لبساطتي وقلبي.

أحبّ أن أترك ملامح كُتّابي للحظة لقاء عابرة، أو صدفة سعيدة أو سنين مُعجِزة، أحبّ أن تحفظهم ذاكرتي بحروف الكتب، كأنّهم حلم بعيد المنال. 

-

206/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا