298: أوبس! أحببتُ نفسي..

مأخوذة عن أكونت restot من twitter

انغمسنا بشدّة في تقبل أنفسنا فتناسينا تقبّل الآخر، وانهال علينا المُجتمع بالمواعظ والرسائل وكيفية التمرد الكامل على الموروث القديم، دون أن يأخذ من أنظارنا لحظة اهتمامٍ بالأطراف الأخرى التي تلفّ أقدارنا وتسعى إليها.

ماذا بعد أن نحبّ أجسادنا، أن نقيم هدنةً أخيرة مع علامات التمدد التي تشقّ أفخاذنا وبطوننا، ماذا بعد الوقوع في حبّ أنفسنا؟ لم يعلّمنا أحدٌ أنّه على الطرف الآخر من الرحلة، ثمة جسدٌ آخر، ثمّة علامات تمدد وثمّة بضع كيلوجرامات زائدة هنا وبضع أخر هناك، ثمّة اختلاف في انعكاس اللون عن أجزاء معينة في الوجه والجسم وثمّة تجاعيد وثنيات ومنحنيات وشامّات وندوب. ثمّة الكثير الذي عهدناه في أنفسنا لطول الوقت الذي نمضيه أمام المرآة نُدرّب فيه أعيننا على الأُلفة لكننا ما عهدناه في مرآة الآخرين، كأننا نقبل في مرآتنا الرؤية الكاملة ولا نقبلها أو نراها في مرآتهم! 

توّرطنا في أنانية حبّ الذات للحدّ الذي طمس عنّا فرصة حبّ ذواتِ الآخرين، رغم أننا -وخلال الرحلة- كنا نأمل الوصول لحبّ الجميع بدون قيود ولا مكوّنات. فماذا فعلنا بحقّ أنفسنا وماذا فعلوا هم بنا؟!

-

298/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا