يومياً، في منتصف الليل، ستكون صاحبة هذا المدوّنة خلف شاشة جهاز الحاسوب خاصتها، تكتب.
بدايةً من الخامس من مايو لعام 2019 للخامس من مايو لعام 2020، ستستمر رحلتنا، كونوا على استعداد.
301: اعتذار
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
اليوم، اعتذر عن كتابة المدوّنة رقم واحد بعد الثلاثمئة، فتك بي الإرهاق والتعب. تصبحون على خير - 301/365
تسمّرت أمام اللوحة المُعلّقة على جدار المستشفى تمامًا بعد أن دخلتها من بابها الرئيسي. الوضع ما زال كوميديًّا بالنسبة لي رغم الجهود المُضنية في أخذه على محمل الجدّ. " اغسل يديكَ جيّدًا "، نقولها وكلّنا أمل، في أن ينظر المواطن الذي يكحّ حلقه في وجوهنا ويكحّ ترابًا في وجه الحياة نظرةً جدّية لأن يغسل يديه لا بماء التِرعة ولا بماء الكولديرات الصدئة ولا بماء الحمّامات العامّة الذي تختلط رائحته برائحة المجاري، لا بل بالماء المُصفّى والمعقّم "أبو فيلتر سبع مراحل". " إذا شعرت بأي من الأعراض إلزم بيتك"، والعيال والمال والأحوال؟ ربّ العمل لا يعترف بالتلاكيك ويعترفُ بالمال، لذا سمُيّ للعمَلِ، ربًّا. استحضرتُ صوت سعال حاجّة قابلتها اليوم بقيت تكحّ في وجهي ثلاثون ثانية متواصلة حتى شعرتُ أنني ملفوفة بلحافٍ فايبر في حلقها، تحديدًا فوق قصبتها الهوائية. بدا أن بيتها، في وجهي، فلزمته. " إذا شعرت بأيّ من هذه الأعراض تواصل معنا"، لا أعرفُ شخصًا بالغًا واحدًا ذهب لزيارة طبيب في حالات البرد أو ارتفاع درجات الحرارة أو حتّى ضيق النفس. اعتدادنا الوهمي بأنفسنا جعل ف...
يتبع.. كانت تمرّ چولي في كل نهار على محلات البقالة والمخابز وبائعي الخضار والفاكهة تبعًا للوصفة التي ستنفذّها من كتاب چوليا تشايلد، بل وتمضي أغلب ليلها تحضّرها، تتبّلها، تتحدّث معها، ثم تتناغم معها في سيمفونية تذوّق شديدة العذوبة برفقة زوجها على مائدة العشاء. في كل ليلة كنت أنغمس في سريري، مرّة كان سريري في الإمارات، ومرة كان في الأردن، ومرة كان في مصر، ومرة كان كرسي الطائرة إيرباص،الطبقة الإقتصادية. مرّة كنتُ أغتسل بالدموع، ومرّة يغشاني الفرح حتّى تتراقص الكلمات على طرف لساني فلا تنطلق، مرّة على يخت في شاطىء العقبة، تمامًا في مقدمته والشمس أمامي، ومرّة في مقهاي المفضل في دمياط، مرّة في سيارتي مُغلّقة النوافذ تمامًا في شتاءٍ بارد لأمنع عن أذني صوت أصدقائي وضحكاتهم الصاخبة، مرّة وأنا شبه نائمة، ومرّة وأنا أجلس بكدر خلف مكتبٍ بالٍ في صيدلية بائسة تابعة لمشفى حكوميّ، مرّة كتبتُ على أريكتي أتوسط شعاع الشمس لأسدّ عليه منعطفه فيضطر أن يمر خلالي، مرة وأنا أتأمل إيمان مرسال تتحدث عن عملها، مرّة في السوبر جيت في تمام السادسة صباحًا أغالب النعاس، ومرّة وأنا أفكّر فيك كالعائدة من الأنقاض. ...
عائدةٌ من صلاة التراويح، قابلتُ " أم حبيبة "، تجلس بكل كبرياء، وعلى غير المعتاد، هادئة للغاية. تمتمت في نفسي: " خير يا رب! " لم أحاول أن أثير حفيظتها، وخالجني شعور خفيّ بالسعادة لأنها لم تلحظني، كنت أعلم في قرارة نفسي أنها ستتحمس كثيراً لرؤيتي، وسترافقني حتى باب المنزل - حرفياّ- تنوح وتتألم. " البيت يساع من الحبايب ألف " لكنّ إخوتي لم يألفْنها يوماً، حتى وصل الأمر حدّ الخوف منها ولم أستطع منع ذلك، تنظر بعينيها الواسعتين لعمق مداخل الإنسان، تربكه وتقلقه، وتشعر من خلالهما استجداءها المستمر للعطف والطبطبة، وعندما تبكي وتنوح تصعّب عليك عملية التفكير اليومية. تريد المساعدة لكنك لا تعرف السبيل! تغيب لفترة - أيام أو أسابيع- وتعود، وبعد شهور ألحظ بطنها المنتفخة: " إنتِ حامل تاني يا أم حبيبة! يخربيتك! "، فتنوح مجدداً، فلا أفهم من لغتها شيئاً. فأستوقفها وأطمئنها: "سأجلب لها بعض الطعام الآن، لا يدٌ تربّت على البائس سوى يد الطعام الشهيّ. لا تقلقي!" أما في أيامي العجولة، أركض هاربةً لكنها -لأسباب في تكوينها على ما أعتقد- تستطيع الشعور بذبذبات...
تعليقات
إرسال تعليق