304: لا بأس علينا..

دعني أسلّمكَ بيديّ هاتان، لا بأس من الإنتهاء، ولا معجزة بعد اليوم ستنقذ العالم، كُنّا كأي نجميّن قُدر لهما أن ينفجرا قبل أن يلتقيا، آلاف من السنين رغبنا فيها أن نتحدّى الطبيعة، قلنا لن ننفجر، قلنا سنلتقي، لم نفكّر في "سوف" نلتقي، أو "ربّما" نلتقي، أو دعنا ننجز كذا "ريثما" نلتقي، لا، قلنا سنلتقي. من وقف في وجه الطبيعة بكل كبرياء الكون، ونجا؟ لا أحد، ونحن لم نكن سوى اللا أحد.

دعني أُسلم نفسي للخاتمة التي لا فاصلة منقوطة فيها ولا تعجّب، هي الخاتمة النُقطة. دعني أسلّم نفسي وأنا في هذه اللحظة أملك زمام أمري، لا يجرحني البكاء بنظرته الثاقبة ولا يحدجني الوجع كبومة. الآن، بعد عمر طويل من الهلع الشديد والتطيّر أحب الجميع البوم، حتى باتت تتهافت أصواتهم بهمهمات وتأوهات كلما رأوها، سامحوه على أساطيره المخيفة ورضوا عنه لكنهم لم يستطيعوا أن يرضوا عنّا ولا أن يسامحونا، أحبّوا البوم ولم يحبّونا!

دعني أسلّم ما بقي منّا. لا بأس من الإنتهاء. لا بأس..

-

304/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا