305: لم تُكتب جيدًا لرجفة في اليد..

لم أعتد رعشة يدي بعد، بدا وأنها ستصاحبني لوقت لا بأس به. أحيانًا تُصفِّح الكتب نفسها بنفسها أمام عيني، دون أن أتبين حرفًا منها، ترتعد يدي لأنني لا أتمكن من ثني صفحة واحدة من أي كتاب يمر بذاكرتي. 

تقول لي امرأةٌ أحبّها - بكل حسرة الكون-: " يعني هي شطارة إنك بتعملي كل حاجة لوحدك؟ " أصمت، فتستطرد " عاجبك أوي حوار لوحدك؟!"، ترتعش يدي لأنّ بي كلامًا أكبر من قدرة اللحظة على الإستيعاب وأحقر من أن أتلفّظ به أمام امرأة أحبّها. ترتعش يدي لا شكّ.

في عيد ميلادي الخامس والعشرين، كنت ألقي قصيدة كتبتها منذ زمن، وكانت -على ما أتذكّر- آخر محاولة شعرية شاعرية لي. " يا خوفي لأبقى مِ اللي بيوصلوا الآخر مجرد طيف.. لا عاشوا زمان، ولا حبّوا.. ولا طاروا، ولا خبّوا.. ولا غنّوا، ولا سبّوا.. ولا فرحوا، ولا غضبوا، ولا حضنوا ولا اتحضنوا ولا عاشوا... مجرّد بس طيف وخيال"، وفي كل مرة ألقيتها، ارتجفت يداي.


ولكنني، بينما أغسل الصحون، ارتعشت يدي، تركتها تهتزّ تحت الماء، لربّما يكون ذلك سببًا كافيًا لكي تكفّ عنّي أذاها، لم تفعل. ما أفعل؟ أشعرُ أنه يجب عليّ أن أبكي..

-

305/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا