308: إعصار بقلب أم..

ولعجائبية القدر، يخلو رأسي من أي كتابة اليوم، رغم كارثية ما يحدث. ولكنني أعي ما تكون هذه اللحظات الزاخمة، ركضٌ متتابعٌ من الأحداث دون ثانية للقط الأنفاس، فكيف لي أن ألحقها؟

قررت بعد نوبات هلع ولامبالاة متتابعة، أن أفتح نافذة المطبخ، وأتنفّس هواء هذا العالم المُنتهي. والمطر، لا يتوقف كأنّه عتاب سرمديّ. نظرتُ حولي جيّدًا، تمكّن السكون من الجميع إلا اثنان يركضان باتجاه الشارع كنادمين. ثم وجدت هذا..
اُلتقطت بعدسة هاتفي المحمول- الخميس١٢-مارس-٢٠

وقبل أن أرفع هاتفي باتجاههم فكرت، هل يحقّ لي؟ ولأنني لم أجد لوجوههم ملمحًا ولا لجلستهم تفصيلًا تجعل من المشاهد متلصّصًا، " تِك" التقطتها سريعًا وبي سعادة.

إذًا، في الخميس الموافق ١٢- مارس- للعام المنحوس ٢٠٢٠، حاول الإنسان الإختفاء من الطبيعة الأم، فتلحّف ضلوع عائلته، مؤتنسًا ببرنامج تلفزيوني تقطعه رداءة الإرسال، متّخذًا مكانه على الأريكة ليسع الآخرين، فقط لأن عدد أفراد الأسرة في اكتمال نادر الحدوث. في الخميس الـ ١٢-مارس-٢٠٢٠ بدا كأنّه اليوم الذي بدأ لكي لا ينتهي..

-

308/365

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

299: يوم في زمن الكورونا

365: خطّ النهاية: حيث ارتاح العدّاء من الركض خلف أحلامه

10: يوميّات: أم حبيبة وأنا