310: تعلّمت اللعثمة
تلعثمت للمرة الأولى، بعد أن جُنّت خالاتي جميعهنّ، كن يقلن كمن بسخر بالله لأنني انفلتّ من بين يديه عندما طبع على ألسنتهنّ اللعثمة: " كيف لفتاة في هذه العائلة أن يكون لسانها صحيحًا؟" كنت أضحك. أخشى أنني لطالما كنتُ ودودة مع الجميع حتى ذووي الألسنة السليطة.
قلتَ كمن يأخذ شهيقًا ناعمًا: " بحبّك " وكانت تلك مرّتي الأولى. التوى لساني على نفسه ولم أجد في حضوري كلمة كافية لتصف هذا الوجع الذي في فؤادي. ت ت ت تلعثمت، لعنت خالاتي وقلت بصوت قلبي: " الله يخربيت معرفتكو!"، ت ت ت تلعثمت وقلت: " ب ب بسس يا بابا!".
تقول خالاتي: " كنا نخاف أوي من جدك إبن ال لل اللذينا، يلا الله يرحمه"، أضحك، لابدّ أنّه عاش مهرجانًا صاخبًا وسط هؤلاء الحرباءات. تقول أمي: " كان ر ر ررايق، يتف تفّة وبعت حد فينا يجيبله السجاير ع الطاير، وقبل ما تنشف التفّة نكون قدامه". أضحك، لابدّ أنّه كان قرويًّا فذًّا.
أما الآخرُ فمدنيٌّ فجّ، يحبّ أن نرقص ممسكي الأيدي، نتهامس لنشقّ بطن الصوت، وكنت أتلعثم كلما قال كلمة ناعمة كأنّ في لساني أفعى. أقول له " بس يا بابا"، فيُكمل هو حيث بدأ " بحبّك بحبّك بحبّك". أضحك.
تقول خالاتي: " مكنش يعجبه حد يعار عار عارضه". أقول: " أومال كان بيعمل إيه؟"، برددن بسرعة عن ظهر قلب: "كان يقول: بس يا ب ب ب بابا".
-
310/365
قلتَ كمن يأخذ شهيقًا ناعمًا: " بحبّك " وكانت تلك مرّتي الأولى. التوى لساني على نفسه ولم أجد في حضوري كلمة كافية لتصف هذا الوجع الذي في فؤادي. ت ت ت تلعثمت، لعنت خالاتي وقلت بصوت قلبي: " الله يخربيت معرفتكو!"، ت ت ت تلعثمت وقلت: " ب ب بسس يا بابا!".
تقول خالاتي: " كنا نخاف أوي من جدك إبن ال لل اللذينا، يلا الله يرحمه"، أضحك، لابدّ أنّه عاش مهرجانًا صاخبًا وسط هؤلاء الحرباءات. تقول أمي: " كان ر ر ررايق، يتف تفّة وبعت حد فينا يجيبله السجاير ع الطاير، وقبل ما تنشف التفّة نكون قدامه". أضحك، لابدّ أنّه كان قرويًّا فذًّا.
أما الآخرُ فمدنيٌّ فجّ، يحبّ أن نرقص ممسكي الأيدي، نتهامس لنشقّ بطن الصوت، وكنت أتلعثم كلما قال كلمة ناعمة كأنّ في لساني أفعى. أقول له " بس يا بابا"، فيُكمل هو حيث بدأ " بحبّك بحبّك بحبّك". أضحك.
تقول خالاتي: " مكنش يعجبه حد يعار عار عارضه". أقول: " أومال كان بيعمل إيه؟"، برددن بسرعة عن ظهر قلب: "كان يقول: بس يا ب ب ب بابا".
-
310/365
تعليقات
إرسال تعليق