314: مسار إجباري..
يعزف "مسار إجباري" الآن، يضحك هاني الدقّاق ضحكة أرستقراطية للغاية، تأتي الموسيقى كفاصل زمنيّ بين هذه الحياة السريعة ذات المخالب الحادة، والهلع الذي يلتهمنا كوجبة ساخنة.
هذه الساعة الوحيدة التي يتسنّى لي فيها الهدوء، هذه الساعة الوحيدة التي يمكنني التصفيق فيها بصوت عالٍ دونما أي شعور بالذنب، الساعة الوحيدة التي أستطيع أن أجتمع أنا وأخوتي في غرفة واحدة نقفز كالمجانين تاركين شرايينا للحظات المسروقة من دموع العالم.
في اعترافٍ بسيط، أقرّ أن حضور حفلة، بشعرٍ مفرود وبيجامة دافئة هو شعور لا يمكن وصفه. تمامًا كهذا اليوم الذي لبستُ فيها مايوهًا بتروليّ اللون له حزام ناعم وقفزت في أحضان الشاطئ، عندما لامست أمواج البحر جسدي، سرت فيّ قشعريرة. شعرتُ أن الكون هادئ وبارد رغم دفئه.
" صباحك ضحكة بتسكّر ساعاتي الجايّة من يومي" تذكّرني بهذه المرّة التي كنتُ أجلس فيها على شاطئ صفاكس، أمنع عن نفسي حزني. وفي لحظة، كأن دقائقَ لم تمرّ، أشرقت الشمس، ولمعت في عيني دمعة يتيمة لم أتبنَ لها أخوة. شاهدت الجميع يقفزون في البحر ويتضاحكون، أما أنا فلم أكن قادرة على ترك مكاني، ثبّتتني ملابسي في الرمال جيّدًا.
إنّ كل ما أعرفه عن الصبر، الآن،هو كما يغني هاني الآن: "والصبر آخره جميل". في كل مرّة تطرّأتُ فيها لاختبار الصبر، وجدت أن الجميع يُثني على آخره. لم يذكر أحد بدايته، لم يتحدّث أحد عن عنفه، وكيف يصفق في وجهك كل أبواب الأمل، كيف أن الرحلة نفسها أقسى ما في الرحلة، وكيف أن الصبر كله رحلة!
انتهى البثّ المباشر، انتهت الموسيقى، انتهت الساعة الوحيدة التي أنعم فيها بنعيم السكون في خضمّ هلع الحجر الصحيّ الذي يخيّم على كل بيت في مصر.
انتهى.
-
314/365
هذه الساعة الوحيدة التي يتسنّى لي فيها الهدوء، هذه الساعة الوحيدة التي يمكنني التصفيق فيها بصوت عالٍ دونما أي شعور بالذنب، الساعة الوحيدة التي أستطيع أن أجتمع أنا وأخوتي في غرفة واحدة نقفز كالمجانين تاركين شرايينا للحظات المسروقة من دموع العالم.
في اعترافٍ بسيط، أقرّ أن حضور حفلة، بشعرٍ مفرود وبيجامة دافئة هو شعور لا يمكن وصفه. تمامًا كهذا اليوم الذي لبستُ فيها مايوهًا بتروليّ اللون له حزام ناعم وقفزت في أحضان الشاطئ، عندما لامست أمواج البحر جسدي، سرت فيّ قشعريرة. شعرتُ أن الكون هادئ وبارد رغم دفئه.
" صباحك ضحكة بتسكّر ساعاتي الجايّة من يومي" تذكّرني بهذه المرّة التي كنتُ أجلس فيها على شاطئ صفاكس، أمنع عن نفسي حزني. وفي لحظة، كأن دقائقَ لم تمرّ، أشرقت الشمس، ولمعت في عيني دمعة يتيمة لم أتبنَ لها أخوة. شاهدت الجميع يقفزون في البحر ويتضاحكون، أما أنا فلم أكن قادرة على ترك مكاني، ثبّتتني ملابسي في الرمال جيّدًا.
إنّ كل ما أعرفه عن الصبر، الآن،هو كما يغني هاني الآن: "والصبر آخره جميل". في كل مرّة تطرّأتُ فيها لاختبار الصبر، وجدت أن الجميع يُثني على آخره. لم يذكر أحد بدايته، لم يتحدّث أحد عن عنفه، وكيف يصفق في وجهك كل أبواب الأمل، كيف أن الرحلة نفسها أقسى ما في الرحلة، وكيف أن الصبر كله رحلة!
انتهى البثّ المباشر، انتهت الموسيقى، انتهت الساعة الوحيدة التي أنعم فيها بنعيم السكون في خضمّ هلع الحجر الصحيّ الذي يخيّم على كل بيت في مصر.
انتهى.
-
314/365
تعليقات
إرسال تعليق